رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أمام اختبار حاسم في انتخابات مجلس الشيوخ

يواجه رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا تحديًا سياسيًا مصيريًا اليوم الأحد 20 يوليو 2025، مع إجراء انتخابات مجلس الشيوخ التي قد تحدد استمراريته في منصبه.
تشير التوقعات إلى أن الائتلاف الحاكم، الذي يضم الحزب الليبرالي الديمقراطي بقيادته وحليفه حزب كوميتو، قد يخسر أغلبيته، مما قد يشكل ضربة قوية لرئاسته، خاصة بعد خسارته الأغلبية في مجلس النواب في انتخابات أكتوبر 2024.
خلفية الانتخابات
تُجرى الانتخابات لاختيار 125 من إجمالي 248 مقعدًا في مجلس الشيوخ، ويحتاج الائتلاف الحاكم إلى الفوز بـ50 مقعدًا على الأقل للحفاظ على أغلبيته. تأتي هذه الانتخابات وسط استياء شعبي من ارتفاع الأسعار، خاصة الأرز، إلى جانب التضخم المستمر الذي بلغ 3% أو أكثر لستة أشهر متتالية.
كما أثرت فضيحة تمويل سياسي على شعبية الحزب الليبرالي الديمقراطي، مما قلل من دعم إيشيبا الذي وصل إلى أدنى مستوياته منذ عودة الحزب للسلطة عام 2012.
إيشيبا (68 عامًا) تولى رئاسة الوزراء في سبتمبر 2024، لكنه دعا إلى انتخابات مبكرة لمجلس النواب بعد تسعة أيام فقط، وهو قرار جاء بنتائج عكسية، إذ أجبره على تشكيل حكومة أقلية تعتمد على دعم أحزاب المعارضة، مما أعاق أجندته التشريعية.
التحديات السياسية
قال تورو يوشيدا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة دوشيشا، إن خسارة الأغلبية في مجلس الشيوخ قد تدفع إيشيبا للاستقالة، مما يضع اليابان في موقف غير مسبوق بحكومة أقلية في كلا المجلسين، وهو أمر لم تشهده منذ الحرب العالمية الثانية. هذا الوضع قد يعرقل تمرير تشريعات حيوية مثل الميزانية العامة لعام 2025.
صعود حزب سانسيتو الشعبوي
تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم ملحوظ لحزب سانسيتو اليميني الشعبوي، الذي يتبنى شعار “اليابان أولاً”، حيث قد يحصل على أكثر من 10 مقاعد مقارنة بمقعدين حاليًا.
يدعو الحزب إلى تشديد قيود الهجرة، معارضة العولمة وسياسات النوع الاجتماعي، وإعادة تقييم سياسات اللقاحات وخفض الانبعاثات الكربونية. ونفى الحزب أي ارتباط بموسكو بعد اتهامات أثيرت إثر مقابلة أحد مرشحيه مع وسيلة إعلامية روسية.
ضغوط داخلية وخارجية
يواجه إيشيبا انتقادات داخلية بسبب تراجعه عن وعود انتخابية مثل دعم الأسر ذات الدخل المنخفض وتنشيط الريف، إلى جانب تخفيف قيود التأشيرات للسياح الصينيين.
خارجيًا، يواجه تهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الصادرات اليابانية بحلول أغسطس 2025، مما يزيد الضغوط على الاقتصاد.
سيناريوهات المستقبل
في حال خسارة الأغلبية، قد يضطر إيشيبا إلى التفاوض مع المعارضة، حل البرلمان لانتخابات جديدة، أو الاستقالة. لكن انقسام المعارضة، بقيادة الحزب الدستوري الديمقراطي، قد يحد من قدرتها على تشكيل حكومة بديلة.
تُعد هذه الانتخابات لحظة حاسمة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في اليابان، مع احتمال تغييرات كبيرة في القيادة والسياسات.