
أعلن باحثون من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن روبوتًا جراحيًا يعمل بالذكاء الاصطناعي تمكن من تنفيذ عملية إزالة للمرارة بدقة بلغت 100%، دون أي تدخل بشري.
الروبوت، الذي يحمل اسم “SRT-H“، لم يقتصر دوره على تنفيذ تعليمات مبرمجة مسبقًا، بل أظهر قدرة غير مسبوقة على اتخاذ قرارات مستقلة لحظة بلحظة أثناء الجراحة، والتعامل بفعالية مع أي طارئ أو تعقيد، ما يعكس تطورًا مذهلًا في مجال الجراحة الآلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن العملية أُجريت على نموذج تشريحي معقد يحاكي الجسم البشري ويحتوي على أنسجة وأعضاء داخلية واقعية، فإن الفريق البحثي أكد أنها تُشكل نقطة تحول نحو الاستخدام السريري المستقبلي للجراحين الآليين المستقلين.
ووصف الدكتور أكسيل كريجر، قائد الفريق البحثي، أداء الروبوت خلال العملية قائلًا: “تحرك الروبوت كما لو كان سيارة ذاتية القيادة، يختار طريقه ويتجاوز العقبات بحكمة واستقلالية”، في إشارة إلى المستوى العالي من التكيف والاستجابة الذي أظهره الجهاز.
ويأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه وتيرة الاعتماد على التكنولوجيا في غرف العمليات، حيث تُستخدم منذ سنوات روبوتات يتحكم فيها الجراحون عن بعد، لكن خطوة تمكين الروبوت من اتخاذ القرار الجراحي بشكل ذاتي تفتح آفاقًا جديدة نحو مستقبل أكثر دقة وأمانًا في العمليات الجراحية.
وبحسب الدراسة، التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة “Science Robotics” العلمية، تم تدريب الروبوت عبر آلاف الساعات من تسجيلات مصورة لجراحين أثناء تنفيذهم لعمليات مماثلة على خنازير نافقة، ما ساعده على محاكاة خطوات الجراحة البشرية باحترافية.
ويقر الباحثون بأن الروبوت لا يزال أبطأ من نظيره البشري في تنفيذ المهام، لكنهم يرون أن هذا الجانب قابل للتحسين مع التطوير المستمر، مؤكدين أن نجاح العملية يشكل “خطوة حاسمة” نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في الجراحة بشكل مستقل وآمن.
هذا الإنجاز يعزز التوقعات بدخول الجراحين الروبوتات عصرًا جديدًا من الكفاءة والدقة، ويطرح تساؤلات كبرى حول مستقبل مهنة الطب في ظل تقدم الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة.