أخبار دوليةمنوعات

ترامب يعلن موافقة كوكا كولا على استخدام سكر القصب في مشروباتها الأمريكية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء 16 يوليو 2025، أن شركة كوكا كولا وافقت على استخدام سكر القصب الطبيعي بدلاً من شراب الذرة عالي الفركتوز في مشروباتها المُنتجة داخل الولايات المتحدة، وذلك بعد مناقشات أجراها مع الشركة.

جاء هذا الإعلان عبر منشور له على منصة “تروث سوشيال” التي يمتلكها، حيث قال: “تحدثت مع كوكا كولا بشأن استخدام سكر القصب الحقيقي في مشروباتها بالسوق الأمريكية، وقد وافقوا على ذلك. أتقدم بالشكر لجميع المسؤولين في الشركة، إنها خطوة رائعة، وستلاحظون الفرق، فهي ببساطة أفضل.”

ومع ذلك، لم تؤكد شركة كوكا كولا، التي يقع مقرها في أتلانتا، هذا القرار بشكل رسمي. اكتفت المتحدثة باسم الشركة، ميشيل أجنيو، بالقول في بيان: “نقدر حماس الرئيس ترامب لعلامتنا التجارية، وسنشارك المزيد من التفاصيل حول ابتكارات منتجاتنا قريباً.”

لم توضح الشركة ما إذا كانت ستلغي استخدام شراب الذرة بالكامل أو ستدمج سكر القصب كجزء من خط إنتاج موازٍ.

ونشر البيت الأبيض صورة على منصة “إكس” تتضمن تصريح ترامب إلى جانب زجاجة كوكا كولا، مع عبارة “شارك كوكا مع ترامب”، في إشارة إلى أحد الشعارات الإعلانية الشهيرة للشركة.

 خلفية الجدل

في عام 2012، هاجم ترامب شركة كوكا كولا في تغريدة على منصة “تويتر” (إكس حالياً)، واصفاً مشروبها بـ”القمامة”، وقال: “كوكا كولا ليست راضية عني، لا بأس، سأستمر في شرب هذا المشروب القمامة.”

هذا التصريح جاء على الرغم من شغفه المعروف بمشروب “دايت كوك”، حيث تشير تقارير إلى أنه كان يستهلك ما يصل إلى 12 زجاجة يومياً، ووضع زراً خاصاً في مكتبه بالبيت الأبيض لطلبه.

 تأثير اقتصادي محتمل

قد يؤثر هذا التغيير المحتمل في سياسة الإنتاج على مزارعي الذرة في الولايات المتحدة، خاصة في منطقة “كورن بيلت” بالغرب الأوسط، التي تمثل قاعدة انتخابية مهمة لترامب.

يُستخدم محصول الذرة بشكل رئيسي في إنتاج شراب الذرة عالي الفركتوز، وهو بديل أرخص من السكر بفضل الدعم الحكومي لزراعة الذرة والتعريفات الجمركية على السكر المستورد. في المقابل، يتركز إنتاج سكر القصب في ولايتي فلوريدا ولويزيانا، مع قيود صارمة على الواردات.

انتقد جون بود، رئيس جمعية مصفّي الذرة الأمريكية، هذا القرار، معتبراً أنه “غير منطقي”، وقال: “استبدال شراب الذرة بسكر القصب سيؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف في قطاع تصنيع الأغذية، ويقلص دخل المزارعين، ويعزز واردات السكر الأجنبي دون فائدة غذائية واضحة.”

كما شهدت أسهم شركتي “آرتشر دانيلز ميدلاند” و”إنغريديون”، المنتجتين لشراب الذرة، انخفاضاً حاداً بنسب 6.3% و8.9% على التوالي بعد إعلان ترامب.

 الجوانب الصحية

تشير دراسات سريرية أجريت عام 2023 إلى عدم وجود فروق كبيرة بين شراب الذرة عالي الفركتوز وسكر القصب (السكروز) من حيث التأثير على زيادة الوزن أو صحة القلب.

ومع ذلك، هناك بعض البيانات التي تشير إلى أن شراب الذرة قد يرتبط بزيادة مؤشر الالتهاب لدى المستهلكين، مما يعطي ميزة طفيفة لسكر القصب. يتماشى هذا التحول مع مبادرة “لنجعل أمريكا صحية مجدداً” (MAHA)، التي أطلقها ترامب بالتعاون مع وزير الصحة روبرت إف. كينيدي الابن، والتي تدعو إلى تقليل المكونات الصناعية في الأغذية والمشروبات.

وقد أشار كينيدي إلى أن شراب الذرة يتحمل جزءاً من المسؤولية عن تفشي السمنة في الولايات المتحدة.

 كوكا كولا وسكر القصب

تستخدم كوكا كولا سكر القصب بالفعل في بعض الأسواق مثل المكسيك وأستراليا، حيث يُعرف المشروب المحلى بسكر القصب باسم “مكسي كوك”، والذي بدأ استيراده إلى الولايات المتحدة عام 2005 بسبب شعبيته.

كما تُنتج الشركة نسخة “كوشير” لعيد الفصح بأغطية صفراء، تستخدم سكر القصب بدلاً من الذرة لتلبية متطلبات اليهود المتدينين.

 ردود الفعل

أثار إعلان ترامب جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين منتقدين للمشروبات الغازية بشكل عام، معتبرين أنها ضارة بغض النظر عن نوع السكر، ومؤيدين للخطوة مع تحفظات حول التكاليف والتأثيرات الاقتصادية.

ولم يصدر البيت الأبيض تعليقاً فورياً على الانتقادات المتعلقة بتأثير القرار على مزارعي الذرة.

هذا الإعلان يعكس اهتمام ترامب الشخصي بمنتجات كوكا كولا، لكنه يثير تساؤلات حول التداعيات الاقتصادية والصحية، مع انتظار تأكيد رسمي من الشركة حول تفاصيل التنفيذ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى