أخبار عربية

انتهاء محاولات عبور الدروز الإسرائيليين لسوريا: توثيق وتفاصيل الأحداث

أظهرت صور مباشرة من الحدود الإسرائيلية السورية، يوم الخميس 17 يوليو 2025، انتهاء تجمعات الدروز في منطقة مجدل شمس بمرتفعات الجولان المحتل، حيث أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بتوقف محاولات عبور الدروز الإسرائيليين إلى الأراضي السورية.

وأوضحت الإذاعة أن هناك عددًا محدودًا من الدروز الإسرائيليين لا يزالون داخل سوريا، وتعمل القوات الإسرائيلية على إعادتهم بسلام.

تحذيرات نتنياهو

في بيان صادر يوم الأربعاء 16 يوليو 2025، ناشد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل بعدم عبور الحدود إلى سوريا، محذرًا من أن الوضع في محافظة السويداء وجنوب غرب سوريا “خطير للغاية”.

وقال نتنياهو: “أنتم مواطنو إسرائيل، لا تعبروا الحدود، فأنتم بذلك تعرّضون حياتكم للخطر؛ قد تُقتلون، وقد تُخطفون، وتعيقون جهود الجيش الإسرائيلي”. وطالب الدروز بالعودة إلى منازلهم للسماح للجيش بأداء مهامه.

تصعيد إسرائيلي واتهامات سورية

في سياق متصل، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطاب ألقاه فجر الخميس 17 يوليو 2025، إسرائيل بـ”خلق الفتن داخل سوريا”، مشيرًا إلى أن تدخلها في السويداء ساهم في تصعيد الوضع.

وأكد الشرع أن الدروز جزء أصيل من النسيج السوري، قائلاً: “سوريا لن تكون أبدًا مكانًا للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها، ونؤكد أن حماية حقوق الدروز وحريتهم من أولوياتنا”. وشدد على رفض أي محاولات لجر الدروز إلى أطراف خارجية أو إثارة الانقسامات.

خلفية الاشتباكات في السويداء

اندلعت الاشتباكات في محافظة السويداء يوم الأحد 13 يوليو 2025 بين مسلحين دروز وآخرين من العشائر البدوية، على خلفية حادثة سرقة وقعت في 11 يوليو على طريق دمشق-السويداء، حيث أقام بدو حاجزًا مرتجلاً واعتدوا على تاجر خضار درزي.

أدت المواجهات إلى سقوط عدد من القتلى، مما دفع القوات الحكومية السورية للتدخل يوم الإثنين لفض الاشتباكات.

ومع تصاعد التوترات، شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع عسكرية سورية قرب دمشق وفي جنوب سوريا، مدعية أنها تهدف إلى “حماية الدروز”.

اتفاق وقف إطلاق النار

أعلنت السلطات السورية مساء الأربعاء 16 يوليو 2025 التوصل إلى اتفاق مع فصائل درزية في السويداء لوقف إطلاق النار، في محاولة لتهدئة الوضع.

ومع ذلك، دعا الشيخ حكمت الهجري، أحد زعماء الدروز، إلى المقاومة المسلحة ضد الحكومة السورية، مما يعكس استمرار التوترات داخل الطائفة.

ردود فعل دولية

أدانت رابطة العالم الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي الهجمات الإسرائيلية على سوريا، مؤكدين دعمهم لوحدة سوريا وسيادتها. كما رحبت البحرين بإعلان وقف إطلاق النار في السويداء، مشددة على أهمية الحفاظ على السلم الأهلي.

تحليل الوضع

يرى محللون عسكريون أن التصعيد الإسرائيلي في سوريا يهدف إلى فرض السيطرة على المناطق المتاخمة للجولان المحتل، وربما محاولة إنشاء كيان درزي موالٍ لإسرائيل، على غرار نموذج مليشيات لحد في جنوب لبنان.

ومع ذلك، يرون أن نجاح هذا السيناريو غير مضمون بسبب ولاء العديد من الدروز للدولة السورية ورفضهم للانفصال.

انتهاء محاولات عبور الدروز الإسرائيليين إلى سوريا يعكس حالة من الفوضى والتوتر على الحدود، في ظل تدخلات إسرائيلية أثارت انتقادات واسعة.

يبقى الوضع في السويداء حساسًا، مع استمرار الجهود السورية لاحتواء الصراع ومنع التصعيد الطائفي، بينما تواصل إسرائيل استغلال الوضع لتعزيز نفوذها في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى