إسبانيا تبيع فلوريدا للولايات المتحدة مقابل 5 ملايين دولار

وقّعت إسبانيا والولايات المتحدة معاهدة آدامز-أونيس (Adams-Onís Treaty)، التي نصّت على انتقال ملكية إقليم فلوريدا من إسبانيا إلى الولايات المتحدة مقابل 5 ملايين دولار.
جاءت هذه الصفقة بعد مفاوضات طويلة بدأت عام 1819، حيث كانت إسبانيا تواجه صعوبات في الحفاظ على سيطرتها على فلوريدا بسبب التمردات المحلية وتدخلات المستوطنين الأمريكيين.
خلفية الصفقة
كانت فلوريدا تحت السيطرة الإسبانية منذ القرن السادس عشر، لكن بحلول أوائل القرن التاسع عشر، أصبحت المنطقة مصدر قلق لإسبانيا بسبب هجمات قبائل السيمينول الأصلية، التي كانت تُشن غارات عبر الحدود إلى الأراضي الأمريكية، بالإضافة إلى هروب العبيد من الولايات المتحدة إلى فلوريدا.
في 1818، قاد الجنرال الأمريكي أندرو جاكسون حملة عسكرية غير مصرح بها في فلوريدا، مُبررًا ذلك بضرورة حماية الحدود الأمريكية.
هذه الحملة، المعروفة باسم “حرب السيمينول الأولى”، كشفت عن ضعف السيطرة الإسبانية، مما دفع مدريد إلى التفاوض.
تفاصيل المعاهدة
تم التوقيع على معاهدة آدامز-أونيس في 22 فبراير 1819، وصدّقت عليها الدولتان لاحقًا. نصت المعاهدة على:
– تنازل إسبانيا عن فلوريدا الشرقية والغربية للولايات المتحدة.
– دفع الولايات المتحدة مبلغ 5 ملايين دولار كتعويض، لكن هذا المبلغ لم يُدفع مباشرة إلى إسبانيا، بل استُخدم لتسوية مطالبات مواطنين أمريكيين ضد إسبانيا.
– تحديد الحدود بين الأراضي الإسبانية في أمريكا الشمالية (مثل المكسيك) والأراضي الأمريكية، حيث تخلت إسبانيا عن مطالباتها في أجزاء من غرب الولايات المتحدة، بما في ذلك أراضٍ في ولاية أوريغون الحالية.
الأثر التاريخي
أنهت هذه المعاهدة ثلاثة قرون من الحكم الإسباني في فلوريدا، ومهدت الطريق لتوسع الولايات المتحدة نحو الجنوب والغرب.
كما عززت المعاهدة النفوذ الأمريكي في القارة، وساهمت في صعود أندرو جاكسون كشخصية سياسية بارزة، حيث أصبح لاحقًا رئيسًا للولايات المتحدة.
ومع ذلك، أثارت الصفقة جدلاً بسبب عدم دفع التعويض المالي بشكل مباشر، مما اعتبره البعض إخلالًا بالتزامات الولايات المتحدة.
الوضع الحالي
تُعد هذه الصفقة حدثًا بارزًا في تاريخ العلاقات بين إسبانيا والولايات المتحدة، حيث أصبحت فلوريدا جزءًا لا يتجزأ من الولايات المتحدة، وتحولت إلى واحدة من أهم ولاياتها من حيث الاقتصاد والسياحة.