
أثار تداول صور لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، وهو يتلقى تقبيل يديه من البعض خلال إحدى زياراته، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي حول مشروعية تقبيل أيدي العلماء والدعاة، خاصة بعد توليهم مناصب رسمية.
الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، قدم توضيحاً مفصلاً لهذه المسألة من منظور شرعي وعرفي.
أوضح العشماوي أن تقبيل أيدي العلماء الصالحين والعاملين، والأمراء العادلين، من الأمور المشروعة شرعاً إذا كان الهدف منها الإكرام والتعظيم دون السعي وراء مصالح دنيوية.
وأشار إلى أن هذه العادة متأصلة بين الأزهريين، حيث يقبلون أيدي شيوخهم تقرباً إلى الله، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكريماً للعلم وأهله. ويتم مخاطبة العلماء بألقاب التبجيل مثل “مولانا”، “سيدنا”، أو “شيخنا”.
وأكد أن هذه العادة، رغم قبولها بين الأزهريين، قد تثير استنكار بعض العلماء من غير الأزهريين، الذين يرونها نوعاً من الذلة أو النفاق.
لكنه شدد على أن الأزهريين يستندون إلى أسس شرعية، حيث ورد عن الصحابة تقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم لبعض، وهي عادة توارثتها الأجيال عبر المذاهب الفقهية الأربعة التي أجازتها واستحبتها.
مع ذلك، أشار العشماوي إلى وجود آراء تنكر هذه العادة، معتبرة إياها مذلة أو مرتبطة بالنفاق، مستندة إلى بعض الآثار التي تنهى عن تقبيل اليد، لكن هذه الآراء تتعارض مع النصوص الشرعية والإجماع الفقهي.
وأضاف أن تقبيل أيدي الوالدين، كبار السن، والضعفاء مثل اليتامى والفقراء، بهدف جبر خواطرهم، أمر حسن ومستحب.
ونبه العشماوي إلى أنه يمتنع عن تقبيل أيدي العلماء بعد توليهم مناصب عليا، إذا لم يكن يقبلها قبل ذلك، لتجنب أي شبهة تملق.
كما أعرب عن استيائه من تقبيل أيدي القيادات الدنيوية، خاصة إذا كان بدافع المصلحة، واستثنى من ذلك من كان يقبل يدهم قبل توليهم المناصب. وأكد أن العالم الصالح ينبغي ألا يمد يده للتقبيل، بل يحبب أن يسحبها إلا إذا كان ذلك سيؤذي مشاعر الآخرين.
وختم العشماوي بتحذير من تقبيل أيدي الفاسقين والظالمين أو النساء الأجنبيات، معتبراً ذلك أمراً مرفوضاً شرعاً، واستشهد بقول ابن الوردي: “أنا لا أرضى بتقبيل يدٍ، قطعُها أحسن من تلك القُبل”.
– يجوز تقبيل يد العالم أو الوالدين إذا كان بدافع الاحترام والتقدير دون مغالاة أو تملق.
– يُكره تقبيل أيدي أصحاب السلطة أو الجاه إذا كان الهدف دنيوياً.
– يُفضل أن يتجنب العالم مد يده للتقبيل للحفاظ على تواضعه وهيبته.