اختراق صيني خطير لشبكة الحرس الوطني الأمريكي يكشف معلومات عسكرية حساسة

في تطور مقلق، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في 16 يوليو 2025 عن اختراق إلكتروني نفذته مجموعة تجسس صينية متطورة تُعرف باسم “سولت تايفون”، استهدف شبكة الحرس الوطني في ولاية أمريكية واحدة على الأقل.
استمر الهجوم لمدة تقارب العام، من مارس إلى ديسمبر 2024، مما أثار مخاوف جدية بشأن سرقة بيانات عسكرية وأمنية حساسة.
ووفقًا لمذكرة سرية صادرة عن وزارة الأمن الداخلي في يونيو 2024، تمكنت المجموعة من تنفيذ اختراق واسع النطاق لشبكة الحرس الوطني، مع احتمال وصولها إلى معلومات أعمق مما كان متوقعًا في البداية.
لم يُفصح عن اسم الولاية المتضررة، لكن المذكرة أشارت إلى أن الاختراق قد يُمكّن بكين من الحصول على بيانات تسهل اختراق وحدات الحرس الوطني في ولايات أخرى.
حصلت شبكة “إن بي سي نيوز” على هذه المعلومات من خلال منظمة غير ربحية مهتمة بالشفافية في الأمن القومي، والتي استندت إلى طلب بموجب قانون حرية المعلومات.
وأكد متحدث باسم مكتب الحرس الوطني وقوع الاختراق، مشيرًا إلى أنه لم يؤثر على مهام الحرس الوطني، مع استمرار التحقيقات لتحديد مدى الضرر. ورفضت وزارة الدفاع التعليق رسميًا على الحادث.
من جانبها، لم تنفِ السفارة الصينية في واشنطن تورط المجموعة، لكنها أكدت أن الاتهامات الأمريكية تفتقر إلى “أدلة قاطعة وموثوقة”، مشددة على أن الهجمات الإلكترونية تشكل تهديدًا عالميًا مشتركًا.
تُعد “سولت تايفون” واحدة من أبرز مجموعات التجسس الإلكتروني الصينية، وتتميز بقدرتها على اختراق الشبكات بسهولة والتنقل بين المؤسسات.
في عام 2024، كشفت السلطات الأمريكية أن المجموعة استهدفت ثماني شركات اتصالات كبرى، مثل “AT\&T” و”Verizon”، وتجسست على اتصالات شخصيات بارزة، بما في ذلك حملتي الرئيسين دونالد ترامب وكامالا هاريس، ومكتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ آنذاك تشاك شومر.
وأظهرت التحقيقات أن القراصنة حصلوا على خرائط جغرافية للمواقع في الولاية المستهدفة، ومخططات لتكوين الشبكات الداخلية، وبيانات شخصية لأفراد الخدمة.
كما استفادت المجموعة من اندماج وحدات الحرس الوطني مع مراكز إنفاذ القانون في 14 ولاية، مما قد يوسع نطاق الاختراق إلى مؤسسات أخرى.
في يناير 2025، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة في سيتشوان بتهمة دعم وزارة أمن الدولة الصينية في عمليات “سولت تايفون”. ويُعتبر هذا الهجوم خطيرًا لصعوبة القضاء عليه، حيث تمكنت المجموعة في بعض الحالات من البقاء داخل الشبكات المخترقة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
تُبرز هذه الحادثة التحديات المتزايدة التي تواجهها الولايات المتحدة في حماية بنيتها التحتية الحيوية من الهجمات الإلكترونية المتطورة، مع استمرار التوترات مع الصين في مجال الأمن السيبراني.