كتائب القسام تحيي ذكرى استشهاد محمد الضيف قائد “طوفان الأقصى”

في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، أصدر الناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة، بيانًا يوم الأحد، 13 يوليو 2025، أكد فيه أن الضيف قاد عملية “طوفان الأقصى” التي شكلت “أقسى ضربة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أنها أدت إلى إسقاط الردع الإسرائيلي بشكل نهائي.
وأوضح أبو عبيدة أن عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023، استهدفت قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية على حدود قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل وأسر عدد من الإسرائيليين.
وجاءت العملية، بحسب الحركة، كرد فعل على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، خاصة المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن هذه العملية أعادت قضية فلسطين إلى صدارة الأولويات العربية والعالمية، موحدة طاقات الأمة نحو دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف أبو عبيدة أن محمد الضيف، الذي قضى عقودًا في الجهاد والمقاومة، ظل رمزًا ملهمًا للأجيال رغم عدم ظهوره علنًا، حيث كانت كتائبه مصدر فخر للشعب الفلسطيني.
وأكد أن دماء الضيف امتزجت بدماء شهداء الشعب الفلسطيني، الذين ضحوا بحياتهم من أجل فلسطين والأقصى، مشددًا على أن إرث الضيف سيظل “كابوسًا” يطارد الاحتلال، وأن أتباعه سيواصلون مسيرته، مكبدين إسرائيل خسائر استراتيجية يومية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في 13 يوليو 2024 عن استهداف الضيف في غارة جوية على منطقة المواصي بخان يونس، جنوب قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة حوالي 300 آخرين، في منطقة كانت قد وصفتها إسرائيل بأنها “آمنة” للنازحين. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية لاحقًا، في فبراير 2025، أن الغارة استخدمت ثماني قنابل أطلقت من طائرات إف-35، وكانت المحاولة التاسعة لاغتيال الضيف بعد ثماني محاولات فاشلة سابقة.
وأشار البيان إلى أن الضيف، الذي بدأ نشاطه العسكري عام 1989 خلال الانتفاضة الأولى، انضم إلى حماس وأصبح أحد أبرز قادتها الميدانيين.
اعتقلته إسرائيل في تلك السنة لمدة 16 شهرًا دون محاكمة، بتهمة العمل في الجناح العسكري للحركة. وبعد إطلاق سراحه، انتقل إلى الضفة الغربية في التسعينيات، حيث ساهم في تأسيس فرع لكتائب القسام هناك. وفي عام 2002، تولى قيادة الكتائب بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة.
وتتزامن الذكرى الأولى لاستشهاد الضيف مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في أكتوبر 2023، وتسببت في استشهاد أكثر من 196 ألف فلسطيني وإصابة الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير واسع وتهجير قسري ومجاعة أودت بحياة العديدين.
كما صعدت إسرائيل اعتداءاتها في الضفة الغربية، حيث قتلت ما لا يقل عن 998 فلسطينيًا وأصابت حوالي 7 آلاف آخرين، وفقًا لمعطيات فلسطينية.
وأكد أبو عبيدة أن مسيرة الضيف، التي امتدت لعقود من التضحية والجهاد، تكللت بالشهادة، ليبقى رمزًا للمقاومة ومنارة للأحرار في العالم، داعيًا إلى مواصلة النضال حتى تحرير فلسطين.