أخبار دولية

اليابان تطلق تحذيرات من تصاعد النشاط العسكري الصيني بالقرب من أراضيها

أصدرت اليابان،كتابها الدفاعي الأبيض السنوي، محذرة من تزايد الأنشطة العسكرية الصينية بالقرب من أراضيها، والتي وصفتها بأنها تشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي.

وقد أقرت الحكومة اليابانية، برئاسة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، هذه الوثيقة التي ترصد تصعيدًا في العمليات العسكرية الصينية، خاصة في بحر الصين الشرقي وحول تايوان، مشيرة إلى أن هذه التحركات تمثل “تحديًا استراتيجيًا غير مسبوق” لليابان والمجتمع الدولي.

 تفاصيل التحذيرات اليابانية

 اختراقات المجال الجوي والبحري: سجلت الوثيقة عدة حوادث مقلقة، من بينها اختراق طائرة عسكرية صينية للمجال الجوي الياباني في أغسطس 2024 فوق مياه قرب ناغاساكي، في سابقة وُصفت بأنها “انتهاك خطير” للسيادة اليابانية.

كما تم رصد دخول حاملة طائرات صينية إلى منطقة قريبة من المياه الإقليمية اليابانية في سبتمبر 2024 ضمن سلسلة جزر نانسي، الممتدة من جنوب كيوشو إلى تايوان.

 تكثيف النشاط البحري: أشارت الوثيقة إلى أن السفن الصينية أبحرت 355 مرة خلال عام 2024 بالقرب من جزر سينكاكو، التي تديرها اليابان وتطالب بها الصين، في تصعيد واضح للتوترات.

كما لوحظ في يونيو 2024 تحرك حاملتي طائرات صينيتين معًا في المحيط الهادئ، إحداهما داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، للمرة الأولى.

 مناورات مقلقة: شهد الأسبوع السابق لإصدار التقرير اقتراب مقاتلات صينية من طائرة دورية يابانية على مسافة 30 مترًا فقط فوق مياه متنازع عليها في بحر الصين الشرقي، مما أثار مخاوف من تصعيد خطير.

التعاون العسكري الصيني-الروسي: أعربت اليابان عن قلقها من التدريبات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا بالقرب من أراضيها، واعتبرتها محاولة لترهيبها وتعزيز النفوذ الإقليمي للبلدين.

 السياق الإقليمي

جاءت هذه التحذيرات في ظل توترات متزايدة حول تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها وتهدد بضمها بالقوة إذا لزم الأمر.

وقد أجرت تايوان مؤخرًا مناورات عسكرية استمرت عشرة أيام لتعزيز دفاعاتها ضد أي تهديد صيني محتمل.

من جانبها، عززت اليابان استعداداتها العسكرية في الجزر الجنوبية الغربية، وتستعد لنشر صواريخ كروز بعيدة المدى تحسبًا لأي تصعيد.

تهديدات أخرى

إلى جانب النشاط العسكري الصيني، أشار التقرير إلى “تهديد خطير وآني” من كوريا الشمالية، في ظل تطويرها لصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية قد تصل إلى الأراضي اليابانية، فضلًا عن صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة.

كما أبدت اليابان قلقها من تحركات عسكرية روسية، بما في ذلك انتهاك للمجال الجوي الياباني في سبتمبر 2024.

 استجابة اليابان

أعلنت الحكومة اليابانية عن خطة لتعزيز قدراتها الدفاعية، بما يشمل رفع الإنفاق العسكري ليصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لمعايير حلف الناتو.

كما أجرت اختبارًا لصاروخ قصير المدى مضاد للسفن في يونيو 2025، ونشرت أسطول طائرات V-22 Osprey في جزيرة كيوشو، قرب تايوان.

 رد الصين

في المقابل، أكدت البحرية الصينية أن تحركات حاملتي الطائرات في المحيط الهادئ كانت ضمن “تدريب روتيني”، ولا تستهدف أي دولة بعينها، نافية وجود نوايا عدائية. لكن اليابان طالبت بوقف هذه التحركات الجوية والبحرية القريبة من أراضيها، محذرة من خطر وقوع حوادث غير مقصودة.

 تداعيات إقليمية

تُظهر الوثيقة الدفاعية اليابانية تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية بمنطقة المحيط الهادئ، في ظل زيادة التدريبات العسكرية الصينية قرب تايوان، وتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين وروسيا.

وتشير الوثيقة إلى أن هذه التطورات تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن اليابان واستقرار المنطقة، ما دفع طوكيو إلى إعادة النظر في أولوياتها الدفاعية وتكثيف تعاونها مع الحلفاء، وخاصة الولايات المتحدة، لمواجهة التحديات الأمنية المتفاقمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى