الرئيس الصيني يستقبل لافروف ويؤكد تعزيز العلاقات مع روسيا وأستراليا في بكين

عقد الرئيس الصيني شي جينبينغ، يوم الثلاثاء 15 يوليو 2025، لقاءً في بكين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية دول منظمة شنغهاي للتعاون، وفقًا لوكالتي الأنباء الروسيّتين “تاس” و”ريا نوفوستي”.
جاء هذا الاجتماع بعد محادثات أجراها لافروف يوم الأحد مع نظيره الصيني وانغ يي، ركزت على مناقشة القضية الأوكرانية، وسط تأكيدات على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو.
في السياق ذاته، التقى شي جينبينغ برئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في العاصمة الصينية، حيث أشاد بتحسن العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أن العلاقات الصينية-الأسترالية شهدت “تحولًا إيجابيًا” أثمر عن نتائج ملموسة وفوائد متبادلة. وأعرب عن رغبة الصين في مواصلة تطوير هذه العلاقات بشكل بنّاء.
العلاقات الصينية-الروسية
تكتسب العلاقات بين الصين وروسيا زخمًا متزايدًا منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، حيث عززت بكين تعاونها الاقتصادي والتجاري مع موسكو في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وتُعتبر الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالميًا، شريكًا اقتصاديًا حيويًا لروسيا، حيث توفر دعمًا دبلوماسيًا واقتصاديًا من خلال زيادة التبادل التجاري وشراء الموارد الروسية مثل النفط والغاز.
وخلال اللقاء، أكد لافروف على التزام روسيا والصين بتعميق التعاون في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، مشددًا على رفض أي تدخل خارجي في العلاقات بين البلدين.
كما أشار إلى دعم روسيا للمبادرات الصينية مثل “مبادرة الأمن العالمي”، مع التركيز على بناء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب.
الجدل حول الدعم العسكري
في أبريل 2025، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهامات للصين بتزويد روسيا بالأسلحة، وهي المرة الأولى التي يوجه فيها مثل هذا الاتهام علنًا.
وردت بكين بنفي هذه الادعاءات، مؤكدة أنها “لا أساس لها من الصحة”، وأنها تتبنى موقفًا محايدًا في الصراع الأوكراني، داعية إلى حل سياسي من خلال الحوار والمفاوضات.
ومع ذلك، فرضت كييف عقوبات على ثلاث كيانات صينية، مما أثار جدلًا حول طبيعة العلاقات بين الصين وروسيا في سياق الحرب.
العلاقات الصينية-الأسترالية
في لقائه مع ألبانيزي، أعرب شي عن تفاؤله بتطور العلاقات بين بكين وكانبيرا، مشيرًا إلى تجاوز التحديات السابقة التي شهدت توترات بسبب قضايا تجارية وسياسية.
وأكد أن التعاون المتبادل بين البلدين أثمر عن نتائج إيجابية، مع التركيز على تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود الصين لتحسين علاقاتها مع الدول الغربية، مع الحفاظ على شراكاتها الاستراتيجية مع دول مثل روسيا.
أهمية اللقاءات
يعكس لقاء شي مع لافروف وألبانيزي حرص الصين على موازنة علاقاتها الدبلوماسية بين الشرق والغرب، حيث تسعى لتعزيز الشراكة مع روسيا كجزء من استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الغربي، بينما تعمل على تحسين علاقاتها مع دول مثل أستراليا لضمان استقرار اقتصادي وعالمي.
ويُنظر إلى زيارة لافروف كتحضير محتمل لزيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين، مما يعزز من مكانة العلاقات الروسية-الصينية كمحور أساسي في السياسة الدولية.
بهذا، تستمر الصين في لعب دور دبلوماسي نشط، حيث تحافظ على موقفها المحايد ظاهريًا في الصراع الأوكراني، بينما تعزز شراكاتها الاستراتيجية مع روسيا وتسعى لاستعادة التوازن في علاقاتها مع الدول الغربية مثل أستراليا.