أخبار عربيةتقارير

اشتباكات دامية في السويداء: 37 قتيلًا وجهود مكثفة لوقف العنف بين الدروز والبدو

اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في حي المقوس بمدينة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، جنوب سوريا، أسفرت عن مقتل 37 شخصًا وإصابة حوالي 100 آخرين،

وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقعت هذه الأحداث يوم الأحد 13 يوليو 2025، بين مجموعات عسكرية محلية وعشائر بدوية، مما أدى إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.

 تفاصيل الحادث:

– بداية النزاع: بدأت الأحداث عقب عملية خطف استهدفت تاجرًا درزيًا على طريق دمشق-السويداء الدولي يوم الجمعة الماضي، مما أشعل فتيل التوتر بين الدروز والبدو. وتصاعدت الاشتباكات لتشمل قصفًا متبادلًا في حي المقوس ومناطق أخرى بالمحافظة، مما أدى إلى قطع الطريق الدولي.

– حصيلة الضحايا: أفاد المرصد السوري بمقتل 27 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، إلى جانب حوالي 50 جريحًا. بينما أعلنت وزارة الداخلية السورية عن حصيلة أولية بـ30 قتيلًا و100 مصاب.

– تدخل السلطات: أعلنت وزارة الداخلية السورية، فجر الإثنين 14 يوليو 2025، إرسال قوات أمنية إلى المنطقة لفض النزاع وفرض الأمن، مع التأكيد على ملاحقة المسؤولين عن الأحداث وتحويلهم إلى القضاء. كما انتشرت قوى الأمن الداخلي على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء.

– جهود التهدئة: قاد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع، بالتعاون مع مشايخ ووجهاء العشائر، وساطة أسفرت عن إطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء السويداء في حي المقوس، كخطوة أولية لتهدئة التوتر. ودعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، إلى ضبط النفس والحوار، مؤكدًا أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين.

– بيان الرئاسة الروحية الدرزية: استنكرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز الاشتباكات، واصفة إياها بأنها ناتجة عن “فتنة خفية” تهدف إلى التفرقة.

وحثت الحكومة السورية على ضبط الأمن على طريق دمشق-السويداء، ودعت إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى الحكمة لمنع المزيد من إراقة الدماء.

تداعيات إضافية:

– أدت الاشتباكات إلى تأجيل امتحان مادة التربية الدينية للشهادة الثانوية في السويداء، المقرر يوم الإثنين 14 يوليو 2025، إلى موعد يُحدد لاحقًا.

– أشار الباحث الدرزي ريان معروف، مدير منصة “السويداء 24″، إلى أن هذه الاشتباكات هي الأولى من نوعها داخل مدينة السويداء، محذرًا من أن استمرار العنف قد يقود إلى “حمام دماء” إذا لم يتم احتواؤه.

تُعد السويداء، التي تضم أكبر تجمع للدروز في سوريا (حوالي 700 ألف نسمة)، منطقة حساسة، وهذه الاشتباكات تُبرز التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجهها المنطقة في ظل التوترات العشائرية والطائفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى