“القلم الآلي” يضع بايدن في دائرة الاتهام قبيل انتخابات مصيرية

مع اقتراب نهاية فترة رئاسته، يواجه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عاصفة من الجدل السياسي والقانوني بعد اعترافه باستخدام تقنية التوقيع الآلي لإصدار قرارات عفو شاملة وتخفيف أحكام بحق آلاف السجناء وشخصيات بارزة.
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة نيويورك تايمز، أكد بايدن أنه منح شفهيًا جميع قرارات العفو الصادرة في أسابيعه الأخيرة داخل البيت الأبيض، والتي شملت العفو عن حوالي 4000 سجين فيدرالي وتخفيف أحكام العشرات من الشخصيات السياسية التي اعتبرها عرضة لاستهداف انتقامي محتمل من قبل خليفته دونالد ترامب.
وقال بايدن في المقابلة:
“لقد اتخذت كل قرار بنفسي… وطلبت من الموظفين استخدام القلم الآلي لتكرار توقيعي بسبب العدد الكبير من الأوامر”،
مضيفًا أن اتهامات الجمهوريين باستخدام الجهاز دون إذنه هي “أكاذيب” تهدف إلى النيل من إرثه السياسي.
هذه التصريحات تأتي في وقت تكثف فيه وزارة العدل في إدارة ترامب والكونغرس تحقيقاتهم حول قانونية الإجراءات ومدى أهلية بايدن العقلية خلال ولايته الأخيرة.
وأظهرت المقابلة حساسية الملف، إذ التزم طبيب البيت الأبيض السابق الصمت بالاستناد إلى التعديل الخامس من الدستور لتجنب الإجابة عن أسئلة تتعلق بصحة بايدن الذهنية، في ظل تحذيرات قانونية لمساعدي الرئيس السابق من الإدلاء بأي شهادة قد تُستخدم ضدهم بتهم محتملة تتعلق بالشهادة الزور.
في المقابل، يواصل الجمهوريون الضغط لعقد جلسات استماع مع كبار مساعدي بايدن السابقين تحت القسم، فيما وصفوا ما جرى بأنه “رواية متطرفة” تشير إلى عجز بايدن عن أداء مهامه الرئاسية، وتواطؤ فريقه لاستخدام القلم الآلي لتوقيع قرارات بالنيابة عنه.
وفي تطور لافت، وقّع ترامب في 4 يونيو الماضي أمرًا رسميًا يوجّه المستشار القانوني للبيت الأبيض والمدعي العام بفتح تحقيق موسّع في صحة بايدن الذهنية واستخدام تقنية التوقيع الآلي، معتبرًا ذلك انتهاكًا محتملًا للصلاحيات الدستورية.
يذكر أن الصحيفة الأمريكية اختتمت تقريرها بالإشارة إلى مفارقة مثيرة، إذ كان القرار الوحيد الذي وقّعه بايدن بخط يده في ديسمبر 2024 هو العفو الكامل عن ابنه هانتر بايدن.
ومع تصاعد الجدل، يطرح مراقبون تساؤلات صادمة:
هل يؤدي ملف “القلم الآلي” إلى محاكمة أو إدانة تاريخية لرئيس سابق؟
وإن حدث ذلك، هل يُقدم ترامب على العفو عن بايدن بمنطق “القلب الطيب” وسعيًا لصناعة صورة رجل الدولة الساعي لنيل جائزة نوبل للسلام؟
تتجه الأنظار إلى الأسابيع المقبلة لمعرفة ما إذا كان هذا الصراع القانوني والسياسي سيعيد رسم معادلات السباق الرئاسي، أم أنه سيتحول إلى فصل جديد من الانقسام الأمريكي الحاد.
المصدر: الصحفي معتز نادي على فيس بوك