أخبار مصراقتصاد وتكنولوجيا

مصر والصين تعززان شراكتهما الاستراتيجية في مجالات الدفاع والبنية التحتية

تشهد العلاقات المصرية الصينية تقاربًا متسارعًا يعكس طموح البلدين لتعزيز التعاون في قطاعات حيوية تشمل التسليح، التجارة، التكنولوجيا، والبنية التحتية، في ظل مساعي الصين لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

زيارة رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى القاهرة يوم 9 يوليو 2025، التي استمرت يومين، أكدت هذا التوجه الاستراتيجي، حيث أبرزت الزيارة أهمية الشراكة بين البلدين في مواجهة التحولات الجيوسياسية الإقليمية والعالمية.

 تفاصيل الزيارة والتعاون الاستراتيجي

زيارة رئيس الوزراء الصيني: شهدت القاهرة زيارة نادرة لرئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وهي خطوة تحمل دلالات رمزية كبيرة.

أكدت بكين أن العلاقات الثنائية تشهد ازدهارًا بفضل التوجيه الاستراتيجي للرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ، مما عزز الثقة السياسية المتبادلة وأسفر عن نتائج ملموسة في عدة مجالات.

 تصريحات المحللين:

أشار أندريا جيسيلي، الباحث في جامعة إكستر، إلى أن الزيارة تؤكد طموح الصين لتعميق الروابط مع مصر في الدفاع والتجارة والبنية التحتية، مستغلةً موقع مصر الاستراتيجي كبوابة لإفريقيا.

وأوضح ويليام يانغ، من مجموعة الأزمات الدولية، أن الصين تسعى للاستفادة من التوترات في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، لتوسيع نطاق شراكتها مع القاهرة، خاصة في ظل تزايد الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين.

السياق الإقليمي: أكد جيسيلي أن المنطقة تشعر بالإحباط من السياسات الغربية بسبب النزاعات المستمرة، بينما الغرب بدوره يواجه تحديات في الحفاظ على نفوذه، مما يفتح المجال أمام الصين لتعزيز حضورها في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

 التعاون العسكري

منظومة HQ-9B: أكدت تقارير إعلامية أن مصر نشرت منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9B، وهي خطوة تعكس تحولًا تدريجيًا بعيدًا عن الاعتماد على الأنظمة الغربية، خاصة الأمريكية.

تتميز هذه المنظومة بعيدة المدى بقدرتها على مواجهة التهديدات الجوية مثل الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، المقاتلات، وصواريخ الكروز، بمدى يصل إلى 200 كيلومتر وارتفاع اعتراض يبلغ 27 كيلومترًا. كل منصة إطلاق قادرة على حمل 8 صواريخ، مما يعزز قدرات مصر الدفاعية.

مناورة “نسور الحضارة 2025”: في أبريل 2025، أجرت القوات الجوية المصرية والصينية أول مناورة جوية مشتركة بقاعدة مصرية، تحت اسم “نسور الحضارة 2025”.

شاركت فيها مقاتلات J-10C الصينية، طائرات التزود بالوقود YU-20، وطائرات الإنذار المبكر KJ-500، إلى جانب مقاتلات MiG-29 المصرية.

وفي تطور لافت، قاد طيار مصري مقاتلة J-10 خلال المناورة التي استمرت 18 يومًا، مما أثار تكهنات حول صفقة محتملة لشراء هذه المقاتلات.

تأثير التعاون العسكري: يرى المحللون أن هذا التقارب العسكري يعكس رغبة الصين في إضفاء بعد أمني أعمق على علاقاتها الإقليمية، مع الاستفادة من نجاحات أنظمتها العسكرية في تجارب ميدانية، مثل الاشتباكات بين الهند وباكستان، حيث أثبتت الأنظمة الصينية فعاليتها.

ردود الفعل الإقليمية: أثارت الأنباء عن نشر منظومة HQ-9B والمناورات المشتركة قلق الإعلام الإسرائيلي والغربي، حيث اعتبرت إسرائيل تصدير هذه الأنظمة إلى مصر “تهديدًا مباشرًا لتفوقها الجوي”.

كما ردت الصين على الانتقادات الأمريكية والإسرائيلية عبر المتحدث باسم وزارة الدفاع، مؤكدة أن التعاون العسكري مع مصر لا يستهدف أحدًا ولن يخضع لضغوط خارجية.

التعاون الاقتصادي

حجم التبادل التجاري: يصل حجم التبادل التجاري بين مصر والصين إلى حوالي 14 مليار دولار سنويًا، مما يجعل الصين الشريك التجاري الأول لمصر.

بحلول مايو 2025، بلغت الصادرات الصينية إلى مصر 1.63 مليار دولار، بينما وصلت الواردات المصرية إلى الصين 78.8 مليون دولار، محققة فائضًا تجاريًا لصالح الصين بقيمة 1.55 مليار دولار.

سجلت الصادرات الصينية نموًا بنسبة 17.9%، والواردات المصرية بنسبة 63.4% خلال عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى