بريطانيا تستقبل ترامب بـ”برود دبلوماسي” في زيارة رسمية محاطة بالحذر

تستعد العاصمة البريطانية لندن لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمية مقررة بين منتصف وأواخر سبتمبر، لكن الأجواء المحيطة بهذه الزيارة تتسم بالحذر والترتيبات المدروسة بعناية،
في خطوة تعكس رغبة بريطانيا في تقليص مظاهر الاحتفاء الرسمي وتجنب أي إحراج سياسي أو دبلوماسي.
توقيت محسوب وغياب الخطاب البرلماني
تتزامن زيارة ترامب مع العطلة البرلمانية، وهو قرار لم يأتِ صدفة، بل يُنظر إليه كخطوة متعمدة لتجنب منح ترامب فرصة إلقاء خطاب مشترك أمام البرلمان، وهو تقليد كان يُمنح عادةً للرؤساء الأمريكيين السابقين. هذا القرار يعكس مخاوف الحكومة البريطانية من احتمال حدوث احتجاجات أو مقاطعات داخل قاعات البرلمان، قد تعكر صفو الزيارة وتتسبب في حرج دبلوماسي.
غياب مظاهر الفخامة الملكية
على عكس الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لن يحظى ترامب بأي مظاهر احتفالية تقليدية، مثل العربة الملكية أو الإقامة في قصر باكنغهام.
الحكومة البريطانية بررت هذا الغياب بأسباب أمنية وأعمال ترميم تجري في القصر، لكن المراقبين يرون أن هذه الذرائع تحمل في طياتها رسائل سياسية واضحة، تعبر عن تحفظ بريطانيا تجاه ترامب.
جدول زيارة بعيد عن الأضواء
من المتوقع أن يقضي ترامب معظم وقته خلال الزيارة في منتجعه الخاص “تيرنبيري” في اسكتلندا، بعيدًا عن الأضواء والفعاليات الرسمية.
حتى الآن، لم يصدر تأكيد رسمي بشأن لقاء محتمل بين ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مما يعزز الانطباع بأن الزيارة ستكون منخفضة المستوى، مع تركيز على تقليل التغطية الإعلامية والاحتكاك العام.
خلفية من التوتر والاحتجاجات
لم تكن زيارات ترامب إلى بريطانيا يومًا خالية من الجدل. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016، أثارت زياراته ردود فعل متباينة، وشهدت زيارته عام 2019 احتجاجات شعبية واسعة في لندن.
هذا التاريخ يدفع الحكومة البريطانية إلى اتباع نهج حذر في التعامل مع هذه الزيارة، لتجنب أي تصعيد داخلي أو مواقف محرجة قد تؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
رسائل سياسية ضمن بروتوكولات دبلوماسية
يبدو أن القرارات المتعلقة بتفاصيل الزيارة، من توقيتها إلى طبيعة الاستقبال، ليست مجرد إجراءات بروتوكولية، بل تحمل في طياتها رسائل سياسية واضحة.
الحكومة البريطانية تسعى للحفاظ على توازن دقيق، يحترم العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنه في الوقت ذاته يتجنب إثارة الجدل الداخلي أو استفزاز الرأي العام الذي لا يزال منقسمًا حيال ترامب.
بهذا النهج، تكشف الزيارة عن ديناميكيات معقدة في العلاقات البريطانية-الأمريكية، حيث يتم التعامل مع ترامب كضيف رسمي، لكن بحذر شديد وبأقل قدر من الاحتفاء.