تقارير

تقرير: استعراض القوة أم ارتباك استراتيجي؟ ترامب في مواجهة بوتين وشي

المصدر: الصحفي معتز نادي على فيس بوك

داي نيوز – فريق الشؤون الدولية

فيما تبقى أشهر معدودة من ولايته الثانية المليئة بالجدل، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصدر عناوين وسائل الإعلام الأميركية والدولية بتصريحات مفاجئة وتناقضات حادة في مواقفه تجاه روسيا والصين.

ففي تسجيلات بثتها شبكة CNN، قال ترامب خلال حفل لجمع التبرعات لحملته الانتخابية عام 2024 إنه هدد بقصف موسكو “قصفًا مدمرًا” إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.

وأضاف أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرفيًا:

إذا دخلتم أوكرانيا، فسأقصف موسكو. ليس أمامي خيار.

وتابع أن بوتين “لم يصدقه تمامًا، لكنه صدقه بنسبة 10%”، على حد قوله.

🇨🇳 رسالة مماثلة للصين

لم تتوقف التهديدات عند روسيا، إذ ادعى ترامب أنه نقل تحذيرًا مشابهًا للرئيس الصيني شي جين بينج، مهددًا بقصف بكين في حال غزو تايوان.

وأضاف ساخرًا:

لقد اعتقد أنني مجنون… لكننا لم نواجه أي مشكلة على الإطلاق.

 

🔄 تناقض المواقف في أوكرانيا

تأتي هذه التصريحات بعد أشهر من إشارته إلى أن وقف شحنات السلاح لأوكرانيا كان قرارًا اتخذه آخرون في إدارته، رغم أن مصادر أكدت أن وزير الدفاع حينها هو من أصدر التعليمات قبل إبلاغ البيت الأبيض.

هذا التناقض يعكس مأزق ترامب في التوفيق بين مواقفه العلنية وشعبيته بين قواعده الجمهورية المتشددة، والتي ينظر 61% منها – وفق استطلاع معهد غالوب في يونيو الماضي – بعين الشك إلى استمرار دعم أوكرانيا بالسلاح.

 دور السياسة الداخلية والكبرياء

ترى CNN أن هذه التهديدات قد تكون مناورة ضغط على بوتين، لكنها أيضًا مؤشر على المزاج المتقلب للرئيس الأميركي الذي لم يخفِ إعجابه مرارًا بزعماء ذوي نهج سلطوي، على غرار بوتين وشي.

وفي فبراير الماضي، أعلن ترامب أن بوتين “ذكي جدًا”، قبل أن يعود لمهاجمته لاحقًا، في تذبذب يقول خبراء إنه يعكس مزيجًا من حسابات السياسة الداخلية وكبرياء شخصي لا ينفصل عن قراراته.

وبحسب استطلاع “رويترز/إبسوس” لشهر مايو، يرى 49% من الأميركيين أن مواقفه الخارجية “تفتقر للثبات”، مقابل 38% يعتبرونها “حازمة وفعالة”.

كواليس لقاء الـ104 دقائق

في اجتماع امتد نحو 104 دقائق – بحسب نيويورك تايمز – تنقل الصحيفة الأميركية أن ترامب انتقل بسلاسة بين مواضيع متباينة: من غزة إلى أوكرانيا، مرورًا بالرسوم الجمركية، وصولًا إلى شكاواه القديمة ضد الإعلام.

وقال ترامب في الاجتماع:

من الصعب أن يكون لديك بلد ناجح إذا كانت وسائل الإعلام فاسدة.

 

 صراع مع الاحتياطي الفيدرالي

وفي انتقاد مباشر لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، قال ترامب لوزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي ترددت تكهنات حول احتماله أن يخلف باول:

أنا أفضلك

وتأتي هذه الانتقادات في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأميركي تراجع معدل التضخم إلى 3.3% – وهو أدنى مستوى منذ 28 شهرًا – لكنه لا يزال أعلى من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

 لحظة نوبل الذهبية

تقول الصحيفة إن معنويات ترامب تحسنت بشكل ملحوظ عندما كشف ضيفه على العشاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام.

عندها، انتقل الرئيس الأميركي من انتقاد الإعلام والاقتصاد إلى حديث عاطفي عن الستائر والأواني واللوحات التاريخية في البيت الأبيض، مشيرًا إلى ساعة قديمة استحوذ عليها من وزارة الخارجية.

 هوس الإطارات والسقف الذهبى

تضيف نيويورك تايمز أن ترامب أمضى دقائق يشرح لضيوفه إعجابه بإطارات الصور:

أنا من عشاق الإطارات. أحيانًا أفضل الإطار على الصورة.

ثم تساءل ساخرًا عن السقف:

هل نطليه بورق الذهب؟

وطلب من وزرائه رفع الأيدي لتأييد الفكرة وسط موجة من الضحك.

📈 قراءة تحليلية

يرى خبراء أن هذه التصريحات والتصرفات تكشف عن ثلاثة أنماط في نهج ترامب:

1️⃣ خطاب استعراضي: يوظف التهديدات العسكرية لاستعراض القوة في الداخل، بينما يترك لنفسه هامشًا للتراجع التكتيكي.

2️⃣ شخصنة القرارات: ربط المواقف الدولية باعتبارات شخصية – مثل الثناء أو الانتقاد العلني – أكثر مما يرتبط بحسابات مؤسساتية.

3️⃣ إرباك الحلفاء: هذه التناقضات تجعل شركاء الولايات المتحدة في الناتو وآسيا في حالة ترقب دائم، إذ تبين إحصائية مركز “بيو للأبحاث” (2024) أن 57% من حلفاء واشنطن في أوروبا يعتبرون أن ترامب “شريك غير موثوق”.

 خلاصة

بين التهديد بقصف موسكو وبكين والبحث عن زخارف ذهبية للسقف، يجسد ترامب حالة سياسية غير مسبوقة: رئيس أميركي يراوح بين الاستعراض والهجوم والتراجع، بينما تترقب العواصم العالمية ما إذا كانت تصريحاته مؤشرات على تحولات استراتيجية أم مجرد موجة أخرى من الجدل الذي يلاحقه منذ وصوله إلى الحكم.

المصدر: CNN – نيويورك تايمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى