إشعال ليزر صيني تثير توتراً دبلوماسياً بين ألمانيا والصين فوق البحر الأحمر

في حادثة أثارت توتراً دبلوماسياً، اتهمت ألمانيا سفينة حربية صينية بتوجيه شعاع ليزر نحو طائرة استطلاع ألمانية كانت تقوم بمهمة ضمن عملية “أسبيدس” الأوروبية في البحر الأحمر.
وقعت الحادثة في الثاني من يوليو 2025، واعتبرتها برلين تصعيداً غير مبرر يهدد سلامة أفرادها ويعرقل المهمة العسكرية.
وفقاً لبيانات وزارة الخارجية الألمانية، تم استهداف الطائرة الألمانية بشعاع ليزر دون سابق إنذار أو تواصل من الجانب الصيني، مما أدى إلى تعليق الطائرة لمهمتها وعودتها إلى قاعدتها في جيبوتي.
وأشارت تقارير إلى أن الليزر المستخدم قد يكون من النوع الذي يعيق الرؤية، مما يشكل خطرًا مباشرًا على أفراد الطاقم.
عبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عن استيائه الشديد من الحادثة، مؤكداً أن مثل هذه التصرفات غير مقبولة وتنتهك القواعد الدولية. وفي تصريحات لشبكة “دويتشلاند” الإعلامية، قال فاديفول: “نحن منزعجون للغاية من تعريض قواتنا للخطر دون مبرر، وقد استدعينا السفير الصيني لتوضيح موقفنا”.
وأضاف أن ألمانيا، رغم استعدادها للتعاون مع الصين على أساس المساواة، سترفض بشدة أي انتهاك للنظام القائم على القوانين الدولية.
عملية “أسبيدس”، التي كانت الطائرة الألمانية جزءاً منها، تهدف إلى حماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات جماعة الحوثيين اليمنية، التي تصاعدت منذ أكتوبر 2023 كرد على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وتأتي هذه الحادثة في سياق توترات إقليمية معقدة، حيث تمتلك الصين قاعدة عسكرية في جيبوتي منذ عام 2017، مما يعزز وجودها الاستراتيجي في المنطقة.
رداً على الحادث، استدعت ألمانيا السفير الصيني دينغ هونغبو في الثامن من يوليو 2025، للتعبير عن احتجاجها الرسمي.
واعتبرت الخارجية الألمانية أن توجيه الليزر يمثل تهديداً وفق الأعراف العسكرية، مشددة على أن تعريض أفرادها للخطر أمر “غير مقبول على الإطلاق”. وطالب فاديفول الصين بتقديم توضيحات رسمية حول أسباب الحادث.
لم يصدر تعليق فوري من الخارجية الصينية، لكن تقارير سابقة أشارت إلى أن بكين نفت اتهامات مماثلة في حوادث سابقة، مثل استهداف طائرة أمريكية بالليزر في المحيط الهادئ عام 2020.
وتثير هذه الواقعة مخاوف أوسع في الاتحاد الأوروبي بشأن النفوذ الصيني المتزايد في المناطق الحيوية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في البحر الأحمر.
تأتي الحادثة وسط تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تواصل جماعة الحوثيين استهداف السفن التجارية والعسكرية، مما دفع دولاً غربية لتعزيز وجودها العسكري لحماية الملاحة البحرية.
ومع استمرار التوترات، تظل الأنظار متجهة نحو رد فعل الصين وما إذا كانت الحادثة ستؤدي إلى تصعيد دبلوماسي أكبر بين برلين وبكين.