محتال يستخدم الذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية وزير الخارجية الأمريكي في اتصالات دبلوماسية

في حادثة أثارت مخاوف أمنية كبيرة، كشفت برقية دبلوماسية صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 3 يوليو 2025، أن شخصًا مجهول الهوية استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بهدف التواصل مع مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى.
وقد استهدف هذا المنتحل، خلال منتصف يونيو 2025، ثلاثة وزراء خارجية من دول أجنبية، بالإضافة إلى حاكم ولاية أمريكية وعضو في الكونغرس الأمريكي، عبر تطبيق المراسلة المشفر “سيغنال”.
وفقًا للبرقية، استخدم المنتحل رسائل صوتية ونصية تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي لمحاكاة صوت وأسلوب ماركو روبيو بدقة، بهدف خداع المستهدفين.
في حالتين على الأقل، ترك المنتحل رسائل صوتية، بينما أرسل في حالة أخرى رسالة نصية تدعو الشخص المستهدف للتواصل عبر “سيغنال”.
وتشير التقارير إلى أن الهدف من هذه العملية كان التلاعب بالمسؤولين للوصول إلى معلومات حساسة أو اختراق حساباتهم.
البرقية، التي تم توجيهها إلى جميع البعثات الدبلوماسية والقنصليات الأمريكية، دعت الموظفين إلى تحذير الشركاء الدوليين من مخاطر الحسابات المزيفة ومحاولات انتحال الشخصيات.
وأشارت إلى أن المنتحل استخدم عنوان بريد إلكتروني مزيف يحمل النطاق “@state.gov”، وهو النطاق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب شعارات وعلامات تجارية تابعة لمكتب التكنولوجيا الدبلوماسية بالوزارة، لإضفاء مصداقية على عملية الاحتيال.
كما كشفت البرقية عن واقعة مشابهة وقعت في أبريل 2025، نُسبت إلى مخترق يُعتقد أنه مرتبط بروسيا، حيث استهدف مراكز أبحاث ونشطاء ومعارضين في أوروبا الشرقية، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين في وزارة الخارجية الأمريكية، من خلال حملة تصيد إلكتروني.
في تلك الحادثة، استخدم المخترق رسائل موجهة إلى حسابات “Gmail” خاصة، مدعيًا أنه مسؤول في الوزارة.
تأتي هذه الحادثة في سياق تحذيرات متزايدة من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال السيبراني.
وتُظهر الحادثة تصاعد التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومات في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تتيح تقليد الأصوات والنصوص بدقة عالية، مما يهدد أمن الاتصالات الدبلوماسية.
وتُجري السلطات الأمريكية حاليًا تحقيقًا لتحديد هوية الجاني والجهة التي تقف وراء هذه العملية، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول هويته أو دوافعه حتى الآن.
تُسلط هذه الواقعة الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز بروتوكولات الأمن السيبراني، خاصة في الاتصالات الرسمية، لمواجهة التهديدات الناشئة عن استغلال الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال والتضليل.