الحوثيون يثيرون الجدل بفيديو إغراق سفينة «ماجيك سيز» وإسرائيل ترد بغارات على اليمن

أشعلت جماعة الحوثي المدعومة من إيران تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بنشرها مقاطع فيديو وصور توثق هجومها على سفينة البضائع “ماجيك سيز” في البحر الأحمر، والذي أدى إلى غرقها يوم الأحد 6 يوليو 2025.
ويُعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه على الشحن التجاري في المنطقة هذا العام، حسب ما أوردته قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين.
وأظهرت المقاطع، التي نُشرت عبر منصات الحوثيين الإعلامية مثل قناة “المنار” و”المسيرة”، لحظات استهداف السفينة بزوارق مسيرة ملغمة وصواريخ باليستية ومجنحة، بالإضافة إلى طائرات مسيرة.
وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الهجوم نفذ بسبب انتهاك الشركة المالكة للسفينة لحظر الدخول إلى موانئ إسرائيل، مشيراً إلى أن السفينة أصيبت بشكل مباشر، مما تسبب في تسرب المياه إليها وغرقها. وأشار إلى أن الجماعة سمحت للطاقم المكون من 19 فرداً بمغادرة السفينة بسلام.
من جهة أخرى، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) أن السفينة، التي ترفع علم ليبيريا وتملكها شركة يونانية، تعرضت لهجوم مسلح بأسلحة خفيفة وقذائف صاروخية على بعد 51 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة.
ونتيجة الأضرار الجسيمة واندلاع حريق على متنها، اضطر الطاقم إلى إخلاء السفينة. وتم إنقاذ جميع أفراد الطاقم ونقلهم إلى جيبوتي عبر سفينة أخرى، في عملية نسقتها الإمارات بالتعاون مع الجهات البحرية الدولية، وفق بيان لوزارة الخارجية الإماراتية.
في المقابل، ردت إسرائيل بشن غارات جوية على أهداف حوثية في اليمن يوم الإثنين 7 يوليو 2025، وهي الأولى منذ توقيع هدنة بين إسرائيل وإيران في مايو الماضي. استهدفت الغارات موانئ الحديدة، رأس عيسى، والصليف، إلى جانب محطة رأس كثيب لتوليد الطاقة، وسفينة “غالاكسي ليدر” التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر 2023.
وقبل الضربات، أصدر الجيش الإسرائيلي، عبر متحدثه أفيخاي أدرعي، تحذيراً عبر منصة إكس، داعياً المدنيين والسفن في تلك المناطق إلى الإخلاء الفوري لتجنب الخطر، مشيراً إلى أن هذه المواقع تُستخدم لأنشطة عسكرية.
الهجوم الحوثي أثار إدانات دولية، حيث اعتبر الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أن غرق “ماجيك سيز” يهدد بكارثة بيئية ويعرقل الملاحة البحرية والتجارة العالمية.
كما أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الهجوم، واصفاً إياه بـ”جريمة قرصنة” تنتهك القوانين الدولية. وأشار محللون عسكريون إلى أن الحوثيين يمتلكون مخزونات كبيرة من الأسلحة بدعم إيراني، مما يعزز قدراتهم على تنفيذ هجمات معقدة.
في سياق متصل، حذر الحوثيون من استمرار استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، بينما يخشى مراقبون من تصعيد عسكري أوسع في المنطقة قد يعيد القوات الأمريكية والغربية إلى البحر الأحمر، خاصة بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات على الحوثيين.