مقتل خمسة جنود إسرائيليين في كمين محكم شمال قطاع غزة

في الساعات الأخيرة من مساء الإثنين، 7 يوليو 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة من جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة خلال اشتباكات عنيفة وقعت في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة.
الحادث، الذي وُصف بأنه “كمين محكم” نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية، تضمن سلسلة هجمات متتالية استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، بدأ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة استهدفت مدرعة عسكرية تقل جنودًا من كتيبة “نتسح يهودا”، وهي وحدة عسكرية تابعة للواء الحريدي. بعد الانفجار الأول، تعرضت قوة إنقاذ هرعت إلى الموقع لهجوم آخر بعبوة ناسفة ثانية، تلاها هجوم ثالث استهدف قوة إنقاذ إضافية.
وتكرر الهجوم بعبوة رابعة مصحوبة بإطلاق نار من أسلحة خفيفة، مما أدى إلى إصابة جميع من كانوا في محيط الحادث.
كما تم استهداف روبوت عسكري محمل بالذخائر بقذيفة مضادة للدروع أثناء محاولة تجهيزه، مما زاد من حجم الخسائر.
وسُمع دوي انفجار قوي في مدينة عسقلان القريبة من موقع الحادث، مما أثار قلق السكان المحليين. وأفادت مصادر إسرائيلية بأن أحد المصابين ضابط كبير في الجيش، فيما وصفت وسائل الإعلام الحدث بأنه “استثنائي وشديد الخطورة”، مشيرة إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية حاولت التقليل من حجم الخسائر لحماية “المناعة المدنية”.
على الصعيد السياسي، تزامن الحادث مع لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الإثنين. وخلال اللقاء، أعرب ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن حركة حماس تظهر رغبة في إجراء مفاوضات بهذا الشأن.
وقال ترامب رداً على تساؤلات الصحفيين: “إنهم يريدون عقد اجتماع، وهم يرغبون في وقف إطلاق النار”، مشيرًا إلى أن المعارك الدائرة لن تعرقل جهود التهدئة.
من جانب آخر، أثارت الحرب المستمرة في غزة جدلاً واسعًا، حيث نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن عدد الضحايا الفلسطينيين اقترب من 100 ألف منذ بدء العمليات العسكرية في 7 أكتوبر 2023، أي ما يعادل حوالي 4% من سكان القطاع، نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف والآثار غير المباشرة للحرب.
تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة برعاية قطرية وأمريكية ومصرية، لكن مصادر فلسطينية أشارت إلى أن الوفد الإسرائيلي يفتقر إلى صلاحيات كافية للتوصل إلى اتفاق نهائي. وفي ظل تصاعد الاشتباكات، يبقى الوضع في غزة متوترًا، مع استمرار الجهود الدبلوماسية للوصول إلى هدنة قد تخفف من وطأة الصراع.