فيضانات تكساس الكارثية: 104 قتلى وعشرات المفقودين مع استمرار جهود الإنقاذ

شهدت ولاية تكساس الأمريكية كارثة طبيعية مدمرة إثر فيضانات مفاجئة اجتاحت وسط الولاية، أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 104 أشخاص، فيما تتواصل عمليات البحث المكثفة عن عشرات المفقودين وسط تحذيرات من هطول أمطار إضافية قد تعقد الوضع.
ضربت السيول الجارفة مقاطعة كير بشدة، حيث لقي 27 شخصًا، بينهم فتيات ومرشدون في مخيم “ميستيك” الصيفي، حتفهم جراء الفيضانات التي دمرت المخيم المسيحي الذي كان يستضيف حوالي 750 فتاة.
وأفادت تقارير من صحيفة “واشنطن بوست” أن عشر فتيات ومرشدة واحدة لا يزالن في عداد المفقودين حتى الإثنين، اليوم الرابع من عمليات البحث، وسط ظروف صعبة بسبب تراكم الحريق والوحل.
تشير التقديرات إلى أن نهر غوادالوبي، الذي يمر عبر مقاطعة كير، ارتفع منسوبه بشكل مفاجئ بنحو 8 أمتار في غضون 45 دقيقة فقط يوم الجمعة، نتيجة أمطار غزيرة هطلت بكميات تعادل ما يسقط عادة في أشهر.
هذه الكميات الهائلة من الأمطار، التي بلغت حوالي 38 سنتيمترًا في بعض المناطق، تسببت في جرف منازل وسيارات وأكواخ، وتركت خلفها دمارًا واسع النطاق.
أعلنت السلطات المحلية عن تسجيل 12 حالة وفاة إضافية في خمس مقاطعات مجاورة لمقاطعة كير في جنوب وسط تكساس، بالإضافة إلى فقدان 41 شخصًا آخرين خارج المنطقة الأكثر تضررًا.
وتواجه فرق الإنقاذ تحديات كبيرة مع توقعات بهطول المزيد من الأمطار الغزيرة المصحوبة بعواصف رعدية، مما يزيد من صعوبة التنقل بين الحطام المتراكم.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاطعة كير “منطقة كوارث”، مؤكدًا توفير جميع الموارد اللازمة لدعم جهود الإنقاذ.
وشارك في عمليات البحث والإنقاذ مئات من رجال الإطفاء والحرس الوطني وخفر السواحل، مدعومين بطائرات مروحية وقوارب. كما انضم سكان محليون إلى الجهود، رغم تحذيرات المسؤولين من استخدام طائرات مسيرة خاصة قد تعرقل عمل طائرات الإنقاذ.
وصف حاكم تكساس، غريغ أبوت، الكارثة بأنها “مروعة”، مشيرًا إلى أن المخيمات الصيفية في المنطقة، التي تُعد تقليدًا شعبيًا، تحولت إلى مسرح لمأساة غير متوقعة.
وأكد أبوت استمرار عمليات البحث حتى يتم العثور على جميع المفقودين، بينما حذر من احتمال حدوث فيضانات إضافية في كيرفيل والمناطق المحيطة بها.
تُعزى هذه الفيضانات إلى التغير المناخي الذي يزيد من شدة وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأمطار الغزيرة والسيول.
واجهت السلطات انتقادات حول كفاية التحذيرات المسبقة والاستعدادات، خاصة في المناطق المعرضة للفيضانات مثل “ممر الفيضانات المفاجئة” في وسط تكساس. ورد ترامب على هذه الانتقادات بأن الكارثة كانت “غير متوقعة”، بينما طالبت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم بتحديث تقنيات هيئة الأرصاد الجوية.
تستمر الجهود المكثفة لإنقاذ العالقين وتحديد مصير المفقودين، وسط أمل ضعيف بالعثور على ناجين، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها تكساس منذ عقود.