
كشفت الصحفية التركية البارزة هاندا فيرات، في مقال لها بصحيفة “حريت”، عن دخول مسار “تركيا بلا إرهاب” مرحلة بالغة الأهمية، مشيرة إلى أن يومي الخميس والجمعة المقبلين سيشهدان تطورات حاسمة تتعلق ببدء أولى خطوات تسليم السلاح من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني.
وأوضحت فيرات أن العملية دخلت هذا الأسبوع واحدة من أكثر مراحلها حساسية، في ظل اتصالات سياسية مكثفة وتحركات ميدانية متسارعة، مؤكدة أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون محورية في رسم ملامح المرحلة التالية من التسوية.
وعن احتمالية إصدار عفو عن سجناء التنظيم، أكدت الكاتبة أن مصادرها تنفي وجود نية لإقرار عفو عام أو التساهل في العقوبات، لكنها أشارت في المقابل إلى إمكانية “مراجعة أوضاع المرضى وكبار السن من بين نحو 5 آلاف سجين تابعين للتنظيم”، مع عدم التمديد لمن أنهوا مدة محكوميتهم، وإجراء تقييمات لسلوكهم داخل السجون.
وبحسب الكاتبة، من المنتظر أن تبدأ أولى مجموعات حزب العمال الكردستاني بتسليم أسلحتها نهاية هذا الأسبوع، على أن تتبعها مجموعات أخرى في نقاط محددة جرى تجهيزها مسبقًا لهذا الغرض.
وأكدت فيرات أن الأسلحة التي سيتم تسليمها ستسجل رسميًا، مشيرة إلى أن من يقدم على هذه الخطوة “لن يعد جزءًا من التنظيم، ولن يسمح له بالإدلاء بأي تصريحات إعلامية أو سياسية”، وسيواصل الإقامة في العراق بشكل مؤقت.
وتدار العملية وفق آلية تنسيق ثلاثية بين أنقرة وبغداد وأربيل، وسط تقديرات بوجود نحو 2200 عنصر من حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية.
وكشفت فيرات عن أن لجنة برلمانية تركية تعمل خلال الصيف على إعداد مقترحات تشريعية داعمة للعملية، يتوقع طرحها فور افتتاح الدورة البرلمانية في أكتوبر المقبل.
وأشارت إلى أن الهدف هو استكمال مسار نزع السلاح وتعزيز الاندماج المجتمعي، دون المساس بمبدأ المحاسبة القانونية.
واختتمت بالقول إن المصادر الرسمية تشدد على أن “أي تسوية لن تشمل عفوًا عامًا، بل ستقوم على أسس قانونية واضحة، بما يضمن الأمن والاستقرار ويغلق الباب أمام أي عودة للعنف”.
وفي يونيو الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني بشكل مفاجئ حلّ نفسه رسميًا وإنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا، استجابة لدعوة زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان لوقف القتال وبدء مرحلة جديدة.