ترامب يعلن إرسال أسلحة دفاعية جديدة لأوكرانيا وسط تصاعد الضغوط العسكرية

في تحول لافت في موقف إدارته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الإثنين 7 يوليو 2025، أن الولايات المتحدة ستعزز دعمها العسكري لأوكرانيا من خلال إرسال شحنات جديدة من الأسلحة، مع التركيز على الأسلحة الدفاعية.
جاء هذا الإعلان خلال لقاء ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، بعد أيام قليلة من قرار البيت الأبيض بتعليق بعض شحنات الأسلحة إلى كييف بسبب مخاوف من نقص المخزونات الأمريكية.
وأكد ترامب في تصريحاته للصحفيين أن الأوكرانيين “يتعرضون لضربات عنيفة للغاية” في ظل استمرار الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022. وشدد على ضرورة تمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها، قائلاً: “يجب علينا إمدادهم بمزيد من الأسلحة، وخاصة الأسلحة الدفاعية”.
كما أعرب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهماً إياه بالإصرار على مواصلة الحرب وعدم السعي لإنهائها سلمياً.
ويأتي هذا القرار في سياق معقد، حيث سبق أن أثار ترامب الجدل بشكوكه حول جدوى الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا. منذ عودته إلى الرئاسة في يناير 2025، لم يعلن عن أي حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف، على عكس إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي قدمت مساعدات عسكرية تجاوزت 65 مليار دولار منذ بدء الحرب.
وكانت إدارة ترامب قد أوقفت في وقت سابق من هذا العام بعض شحنات الأسلحة، مما أثار انتقادات في أوكرانيا وحذرت كييف من أن هذا القرار قد يضعف قدرتها على مواجهة الهجمات الروسية.
على الجانب الروسي، تواصل موسكو التمسك بمطالبها الرئيسية في الصراع، والتي تشمل تخلي أوكرانيا عن أربع مناطق تحتلها القوات الروسية جزئياً (دونيتسك، لوهانسك، خيرسون، وزابوريجيا)، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
كما تطالب روسيا بتعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف الناتو، وهي مطالب رفضتها كييف بشكل قاطع، مؤكدة على حقها في الدفاع عن سيادتها واختيار تحالفاتها.
ويعكس إعلان ترامب الأخير ضغوطاً متزايدة على الإدارة الأمريكية لدعم أوكرانيا في مواجهة تصعيد روسي مستمر، خاصة بعد تقارير عن هجمات جوية وصاروخية كثيفة استهدفت مدناً أوكرانية.
وتشير مصادر إعلامية إلى أن الأسلحة الدفاعية المرتقب إرسالها قد تشمل صواريخ لأنظمة الدفاع الجوي مثل باتريوت، التي أثبتت فعاليتها في صد الهجمات الروسية.
في المقابل، حذرت روسيا مراراً من أن إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا ستطيل أمد الصراع وتزيد من التوترات مع الناتو.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي شحنات أسلحة إلى كييف ستعتبر “أهدافاً مشروعة” للقوات الروسية، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بالتورط المباشر في الحرب.
يبقى الموقف الأمريكي تجاه أوكرانيا تحت المراقبة، حيث يتوقع أن تُناقش قضية استئناف الدعم العسكري في محادثات مرتقبة بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في روما وكييف خلال الأسابيع المقبلة.
ومع استمرار الحرب دون أفق واضح للحل، يبدو أن قرارات ترامب ستكون حاسمة في تحديد مسار الدعم الغربي لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة.