أخبار عربية

الجيش الأردني يتصدى لـ«لمخدرات الطائرة» ويحبط محاولات تهريب عبر الدرون والبالونات

يواصل الجيش الأردني جهوده الحثيثة لمواجهة عمليات تهريب المخدرات عبر حدوده الشمالية والجنوبية، حيث أصبحت الطائرات المسيرة (الدرون) والبالونات الموجهة عن بُعد أدوات رئيسية يستخدمها المهربون لاختراق الأجواء الأردنية وتهديد الأمن الوطني.

في هذا السياق، نجحت القوات المسلحة الأردنية، فجر الأحد 6 يوليو 2025، في إحباط محاولتين لتهريب المخدرات، إحداهما عبر طائرة مسيرة في المنطقة العسكرية الجنوبية، والأخرى باستخدام بالونات في المنطقة العسكرية الشرقية.

تفاصيل العمليتين

1. إسقاط طائرة مسيرة محملة بالمخدرات

في المنطقة العسكرية الجنوبية، على الواجهة الغربية، تمكنت قوات حرس الحدود، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، من رصد طائرة مسيرة تحمل شحنة مخدرات أثناء محاولتها عبور الحدود.

ووفقًا لمصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، تم تطبيق قواعد الاشتباك، مما أدى إلى إسقاط الطائرة داخل الأراضي الأردنية.

تمت مصادرة المواد المخدرة، التي تبين أنها تحتوي على مادة الكريستال الميثامفيتامين (الكريستال)، وهي مادة مخدرة صغيرة الحجم لكنها مرتفعة القيمة في الأسواق غير القانونية، مما يجعلها هدفًا مفضلاً للمهربين.

2. إحباط تهريب باستخدام بالونات موجهة

في المنطقة العسكرية الشرقية، رصدت قوات حرس الحدود، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، مجموعة بالونات موجهة عن بُعد تحمل مواد مخدرة.

تم اعتراض البالونات وإسقاطها داخل منطقة المسؤولية، وصودرت الشحنات المخدرة وأحيلت إلى الجهات المختصة للتحقيق.

هذه العملية تُعد جزءًا من سلسلة محاولات متكررة يستخدم فيها المهربون وسائل تكنولوجية غير تقليدية لتفادي الأنظمة الأمنية.

 تقنيات التهريب المستخدمة

أوضح العميد المتقاعد والخبير الأمني فايز شبيكات الدعجة، في تصريحات سابقة، أن الطائرات المسيرة المستخدمة في عمليات التهريب تعتمد على تقنيات متطورة تشمل:

– شبكات الواي فاي للتحكم عن بُعد.

– نظام تحديد المواقع (GPS) لتحديد مسارات الطيران بدقة.

– أجهزة استشعار تعمل بالموجات فوق الصوتية لتجنب العوائق الجوية.

– أنظمة ملاحة ذاتية تتيح للطائرة توجيه نفسها تلقائيًا بناءً على إحداثيات مبرمجة مسبقًا دون الحاجة إلى تحكم يدوي مباشر.

وأشار الدعجة إلى أن هذه الطائرات يمكن أن تصل إلى مدى 3000 كيلومتر، بسرعة قصوى تبلغ 240 كيلومترًا في الساعة، وارتفاع يصل إلى 45 ألف قدم، مما يشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة الرصد والدفاع.

كما تُستخدم البالونات الموجهة كوسيلة بديلة، حيث تُجهز بأنظمة توجيه عن بُعد لحمل المخدرات عبر الحدود.

 جهود الجيش الأردني المستمرة

تأتي هذه العمليات ضمن سلسلة من الجهود الأمنية والعسكرية المكثفة التي يبذلها الجيش الأردني لتأمين الحدود.

خلال الأسابيع الأخيرة، تم إسقاط عدد من الطائرات المسيرة المحملة بالمخدرات في مناطق متفرقة على الحدود الشمالية والجنوبية.

وتؤكد القوات المسلحة الأردنية التزامها بحماية الحدود ومنع تسلل المواد المخدرة، معتبرة ذلك مسؤولية وطنية تُنفذ بحزم واحترافية.

ويعتمد الجيش على تقنيات متقدمة وتنسيق عالي المستوى مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات لمواجهة هذه التحديات. كما يجري تحديث أنظمة المراقبة والدفاع للتعامل مع التطور التكنولوجي في أساليب التهريب.

التحديات الأمنية

يُشكل استخدام الطائرات المسيرة والبالونات تحديًا أمنيًا جديدًا نظرًا لصغر حجمها، مما يجعل رصدها بواسطة أنظمة الرادار التقليدية صعبًا.

ومع ذلك، يواصل الجيش الأردني تعزيز قدراته الدفاعية، بما في ذلك نشر أنظمة مراقبة متطورة وتدريب قواته على التعامل مع هذه التقنيات.

كما أن التعاون مع الجهات الأمنية الدولية، خاصة الولايات المتحدة، ساهم في تعزيز قدرات الأردن في مواجهة التهريب عبر الحدود، حيث قدمت واشنطن دعمًا بمعدات وتدريبات للحد من هذا التهديد.

تُظهر عمليات الجيش الأردني في إسقاط الطائرات المسيرة والبالونات المحملة بالمخدرات مستوى عاليًا من اليقظة والاحترافية في التصدي لمحاولات التهريب.

مع تصاعد استخدام التكنولوجيا المتقدمة في عمليات التهريب، يواصل الأردن تعزيز أنظمته الأمنية والعسكرية لحماية حدوده ومنع وصول المواد المخدرة إلى المجتمع، مؤكدًا أن أمن الوطن واستقراره خط أحمر لا يمكن التهاون فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى