أخبار دوليةأخبار عربية

لقاء مرتقب بين المبعوث الأمريكي توم باراك وقائد قسد مظلوم عبدي لبحث الأوضاع الأمنية في سوريا

في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في سوريا، يستعد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، لعقد لقاء هام مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، بهدف تعزيز التنسيق بين قسد والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم داعش، وبحث سبل تطبيق اتفاق مارس 2025 بين قسد والحكومة السورية المؤقتة.

موعد ومكان اللقاء

لم تُصدر قوات سوريا الديمقراطية أي تصريحات رسمية بشأن موعد أو مكان اللقاء المرتقب، لكن مصدرًا مقربًا من قسد أكد أن اللقاء قد يُعقد خلال أيام أو أسبوع على الأكثر.

وتشير التوقعات إلى أن مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، قد تكون الموقع المحتمل لهذا اللقاء، نظرًا لتاريخ عبدي في عقد لقاءات مع مسؤولين دوليين هناك، بما في ذلك لقاؤه مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في أبريل الماضي.

كما أشار المصدر إلى احتمال قيام باراك بزيارة قواعد التحالف الدولي في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، التي تسيطر عليها قسد وتشمل أجزاء من محافظتي حلب ودير الزور، وكامل محافظتي الحسكة والرقة باستثناء بلدتين تحت سيطرة تركيا منذ أكتوبر 2019.

الملفات المطروحة للنقاش

من المتوقع أن يركز اللقاء على عدة قضايا رئيسية، أبرزها:

1. تطبيق اتفاق مارس 2025: سيناقش باراك مع عبدي آليات تنفيذ الاتفاق المبرم بين قسد والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في 10 مارس 2025، والذي يهدف إلى دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا، بما في ذلك المعابر الحدودية، المطار، وحقول النفط والغاز، ضمن إدارة الدولة السورية بحلول نهاية 2025.

وألمح المصدر إلى إمكانية تحديث هذا الاتفاق أو اقتراح اتفاق جديد بدعم أمريكي وفرنسي.

2. مكافحة داعش: سيتم بحث استمرار التعاون بين قسد والتحالف الدولي في مواجهة تنظيم داعش، خاصة بعد تحركات التنظيم الأخيرة التي أثارت مخاوف من تدهور الوضع الأمني في سوريا.

3. العلاقات مع تركيا: سيتناول اللقاء العلاقات المتوترة بين قسد وتركيا، التي تعتبر قسد امتدادًا لحزب العمال الكردستاني. ومن المتوقع أن يسعى باراك لتخفيف التوترات عبر تعزيز الوساطة الأمريكية بين الطرفين.

4. الوضع الأمني: أعرب باراك في اتصال هاتفي سابق مع عبدي عن قلقه من احتمال انهيار الوضع الأمني في سوريا بسبب تصاعد نشاط داعش، مما يجعل هذا الملف أولوية في المناقشات.

تفاصيل اتفاق مارس 2025

الاتفاق الموقع بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع في مارس 2025 يتضمن بنودًا أساسية تهدف إلى إعادة دمج شمال شرق سوريا في النظام السياسي والإداري للدولة السورية، وهي:

– ضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة السياسية وتمثيلهم في مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة، بغض النظر عن الخلفيات الدينية أو العرقية.

– الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء أصيل من الدولة السورية، مع ضمان حقوقه الدستورية والمواطنة.

– وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية.

– دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا، بما يشمل المعابر الحدودية، المطار، وحقول النفط والغاز، ضمن إدارة الدولة.

– حماية المهجرين السوريين وتأمين عودتهم إلى مناطقهم.

– مكافحة فلول نظام بشار الأسد، ورفض خطاب الكراهية ودعوات التقسيم.

– تشكيل لجان تنفيذية لتطبيق الاتفاق بحد أقصى نهاية 2025.

سياق اللقاء

يأتي هذا اللقاء في وقت حساس تشهد فيه سوريا تحديات أمنية وسياسية معقدة، بما في ذلك تصاعد نشاط داعش والتوترات المستمرة مع تركيا.

كما يتزامن مع جهود دبلوماسية أمريكية لدعم استقرار سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث تسعى واشنطن إلى تعزيز دور قسد في مكافحة الإرهاب مع الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع تركيا والحكومة السورية المؤقتة.

ويعكس اختيار أربيل كموقع محتمل للقاء أهمية إقليم كردستان كمركز للتنسيق الدبلوماسي في المنطقة.

يمثل اللقاء المرتقب بين باراك وعبدي خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار في سوريا، من خلال دعم تنفيذ اتفاق مارس ومواجهة التحديات الأمنية.

ومع استمرار التعاون بين قسد والتحالف الدولي، يبقى السؤال حول مدى قدرة الأطراف على تحقيق تقدم ملموس في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية المحيطة بالملف السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى