أخبار دولية

أوكرانيا تستهدف قاعدة جوية روسية في فورونيج وسط تصعيد عسكري متبادل

في تطور جديد يعكس استمرار التصعيد في الصراع الأوكراني الروسي، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، يوم السبت 5 يوليو 2025، عن تنفيذها هجومًا على قاعدة جوية روسية تقع في مدينة بوريسوغليبسك بمنطقة فورونيج.

يأتي هذا الهجوم في إطار سلسلة من العمليات العسكرية المتبادلة التي تشهدها الجبهة، وسط محاولات دبلوماسية لتهدئة الوضع بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تفاصيل الهجوم الأوكراني

استهدفت القوات الأوكرانية، باستخدام طائرات بدون طيار، القاعدة الجوية في بوريسوغليبسك، التي تضم عددًا من الطائرات المقاتلة الروسية من طرازات سوخوي Su-34 وSu-35S وSu-30SM.

وفقًا لبيان صادر عن هيئة الأركان الأوكرانية عبر تطبيق تليغرام، تمكنت القوات من إصابة مستودع للقنابل الانزلاقية وطائرة تدريب، مع احتمال تضرر معدات أخرى داخل القاعدة.

وأكدت كييف أن هذه العملية تأتي ضمن استراتيجيتها لتقويض القدرات العسكرية الروسية، خاصة تلك التي تستهدف البنية التحتية المدنية الأوكرانية، بهدف دفع موسكو لوقف عدوانها.

رد الجانب الروسي

في المقابل، أقرت وزارة الدفاع الروسية بوقوع هجوم بطائرات بدون طيار أوكرانية على منطقة فورونيج، لكنها لم تكشف عن تفاصيل الأضرار التي قد تكون نجمت عن الهجوم.

وأعلنت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية نجحت في اعتراض وتدمير 42 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية خلال الفترة من الساعة 8:00 إلى 11:00 مساءً بتوقيت موسكو. كما فرضت الوكالة الاتحادية الروسية للنقل الجوي قيودًا مؤقتة على حركة الطيران في أربعة مطارات روسية لضمان السلامة.

تصعيد متبادل على الجبهة

يأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد عسكري متبادل، حيث شهدت العاصمة الأوكرانية كييف انفجارات ناجمة عن هجمات روسية، بينما نفذت أوكرانيا هجمات على مناطق خاضعة للسيطرة الروسية في دونيتسك.

وتستمر روسيا في استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ لاستهداف مدن أوكرانية، مما دفع كييف إلى تكثيف عملياتها الجوية العابرة للحدود لإضعاف البنية العسكرية الروسية.

جهود دبلوماسية وموقف ترامب

على الصعيد الدبلوماسي، يواجه الصراع تعثرًا في محادثات الهدنة رغم استعداد الطرفين للحوار. تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة 4 يوليو 2025، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفيًا، حيث ناقشا تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك إمكانية إرسال صواريخ باتريوت الأمريكية.

وأشار زيلينسكي إلى اتفاقه مع ترامب على العمل معًا لتعزيز حماية الأجواء الأوكرانية، مع التركيز على الإنتاج المشترك للأسلحة والاستثمارات الدفاعية.

في الوقت ذاته، عبر ترامب عن استيائه من مكالمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي أجراها في اليوم السابق، مشيرًا إلى أن بوتين يصر على مواصلة الحرب دون التراجع عن أهدافه.

وألمح ترامب إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا، مؤكدًا أن الوضع “صعب للغاية”. وكان ترامب قد أجرى خمس مكالمات هاتفية مع زيلينسكي منذ توليه منصبه في يناير 2025، بهدف الدفع نحو إنهاء النزاع بأسرع وقت ممكن.

تأثير الهجوم وتداعياته

يُعد الهجوم على قاعدة بوريسوغليبسك جزءًا من استراتيجية أوكرانية أوسع لاستهداف القواعد العسكرية الروسية بعمق الأراضي الروسية، كما حدث في عمليات سابقة مثل هجوم “العنكبوت” في يونيو 2025، الذي استهدف أربع قواعد جوية روسية وأدى إلى تدمير أو إتلاف 41 طائرة، بما في ذلك قاذفات استراتيجية.

هذه العمليات تهدف إلى إضعاف قدرة روسيا على شن هجمات جوية على أوكرانيا، مع إبراز قدرات كييف التكنولوجية في استخدام الطائرات المسيرة بعيدة المدى.

ومع ذلك، تظل التداعيات الاستراتيجية لهذه الهجمات محدودة في تغيير مسار الحرب، حيث يصر الرئيس الروسي على تحقيق أهدافه العسكرية.

يبرز هذا الهجوم استمرار التوترات العسكرية بين أوكرانيا وروسيا، مع تصعيد ملحوظ في الهجمات المتبادلة.

فيما تسعى أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها الجوية بدعم أمريكي محتمل، تواصل روسيا الرد بضربات مكثفة، مما يعقد جهود التوصل إلى هدنة.

وسط هذا الواقع، تظل الجهود الدبلوماسية بقيادة ترامب محط أنظار العالم، في ظل تحديات جمة تواجه إنهاء الصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى