في حادثة مؤلمة شهدتها محافظة المنيا بمصر يوم السبت 28 يونيو 2025، لقي أربعة أشخاص مصرعهم غرقًا إثر انقلاب مركب صغير كانوا يستقلونه في نهر النيل أثناء محاولتهم العبور من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية بالقرب من قرية أبو عزيز التابعة لمركز مطاي. الضحايا هم ثلاث فتيات وشاب، وقد هزت هذه الفاجعة قلوب الأهالي في المنطقة.
ووفقًا لتقارير إعلامية مصرية، تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا بلاغًا من غرفة عمليات النجدة يفيد بانقلاب مركب صيد صغير في مياه النيل.
وعلى الفور، هرعت سيارات الإسعاف وقوات الأمن إلى موقع الحادث، مدعومة بفرق الإنقاذ النهري التي شرعت في عمليات البحث وانتشال الجثامين.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن السبب الرئيسي للحادث هو الحمولة الزائدة التي أدت إلى فقدان المركب توازنه وسط المياه الجارية.
وذكرت مصادر أن المركب كان يحمل ثمانية أشخاص، بينهم شقيقتان، وهو ما يعزز فرضية الحمولة الزائدة. ورغم جهود الأهالي والصيادين في محاولات الإنقاذ، لم يتمكنوا من إنقاذ الضحايا الأربعة، الذين لقوا مصرعهم في مشهد وصفه شهود عيان بالمأساوي.
ومن بين الناجين، رجل مسن يبلغ من العمر 85 عامًا، نجا بأعجوبة في واقعة وصفت بالمعجزة. تم التعرف على الضحايا وهم: فارس محمد، شاب من قرية أبو عزيز، وثلاث فتيات هن داليا رضا (18 عامًا)، وشقيقتها شهد رضا (15 عامًا)، ودعاء سيد (8 أعوام)، وجميعهن من قرية السلام.
وقد أثارت الحادثة حزنًا عميقًا، خاصة بعدما شاهد والد الشقيقتين داليا وشهد ابنتيه تغرقان دون قدرته على إنقاذهما، بينما كان الشاب فارس قد تزوج حديثًا قبل أشهر قليلة من الحادث.
تم القبض على مالك المركب، الذي نجا من الحادث، وتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وأشارت تقارير إلى أن المركب كان يعاني من حالة فنية سيئة، مع غياب أدوات السلامة الأساسية مثل سترات النجاة، مما زاد من خطورة الحادث.
كما لعب نقص الوعي بمخاطر النهر وغياب الإشراف المناسب دورًا في تفاقم المأساة. وتستمر فرق الإنقاذ النهري في تمشيط النيل للتأكد من عدم وجود ضحايا آخرين.
تدعو هذه الحادثة إلى ضرورة تكثيف الجهود لتعزيز إجراءات السلامة في استخدام المراكب الصغيرة، بما في ذلك فحص حالتها الفنية بشكل دوري، وتوفير معدات السلامة، ونشر الوعي بمخاطر النهر لتجنب تكرار مثل هذه الفواجع في المستقبل.
