فايننشال تايمز: اعتقال إمام أوغلو وتصاعد الأزمة الاقتصادية يضعان أردوغان على المحك!
هدير البحيري

نشرت صحيفة فايننشال تايمز تحليلًا مفصلًا حول تصاعد التوترات السياسية وتأثيرها على الاقتصاد في تركيا، مسلطة الضوء على التحديات التي تواجه الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان.
وأشار التحليل، الذي جاء بعنوان “كيف يضر الاقتصاد التركي المتعثر بأردوغان” إلى أن أردوغان قد يواجه خسارة كبيرة في الانتخابات المقبلة أمام أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول المعتقل وأبرز منافسيه السياسيين، في ظل تراجع الدعم الشعبي نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي.
وشدد التقرير على وجود شائعات متزايدة حول تخلي أردوغان عن حزمة الإصلاحات الاقتصادية، إضافة إلى احتمالات إقالة وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، ورئيس البنك المركزي فاتح قاراهان.
وأوضح التحليل أن تخفيض أسعار الفائدة ساهم في تراجع طفيف للتضخم، لكن التدخلات السياسية الداخلية أعادت زعزعة استقرار السوق، وبلغ الأمر ذروته في 19 مارس حين اعتقل إمام أوغلو بتهم فساد، ما أثار موجة احتجاجات شعبية وذعرًا ماليًا دفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة مجددًا، واستنزاف احتياطيات النقد الأجنبي بهدف تثبيت سعر الصرف.
وأفاد التحليل بأن شركات أجنبية أعادت تقييم خططها الاستثمارية، فيما انسحب مستثمرو السوق المالية من تركيا، مما أدى إلى تعميق الركود الاقتصادي وتآكل قاعدة الدعم الشعبي لأردوغان.
وأوضح أن معظم استطلاعات الرأي الحالية تشير إلى خسارة كبيرة لأردوغان في حال جرت الانتخابات اليوم.
وبحسب التحليل، حذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذه الظروف قد يجعل انهيار الأسواق التركية أمرًا حتميًا، وسط ترجيحات بإجراء تغييرات جذرية في المناصب الاقتصادية العليا داخل الحكومة.
ويبقى الملف الاقتصادي والسياسي في تركيا تحت المراقبة عن كثب، وسط توقعات بانتخابات قد تشكل منعطفًا هامًا في مستقبل البلاد.