تقارير

عملية «الأسد الصاعد»: تقرير أمريكي يكشف تفاصيل هجوم إسرائيلي مدبر ضد إيران

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرًا يكشف تفاصيل دقيقة عن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، والتي استمرت 12 يومًا واستهدفت البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية.

وفقًا للتقرير، بدأ التخطيط لهذه العملية قبل عقد من الزمان، مما يعكس عمق الإعداد الإسرائيلي والتنسيق مع الولايات المتحدة.

 التخطيط والإعداد

بدأت إسرائيل التحضير للعملية منذ حوالي عشر سنوات، حيث ركزت على بناء قدرات عسكرية واستخباراتية متطورة. شمل ذلك تدريب الطيارين على الطيران لمسافات طويلة تعادل المسافة بين إسرائيل وإيران، لضمان القدرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة.

كما أنشأت شبكة تجسس داخل إيران، حيث تم إدخال طائرات مسيرة صغيرة عبر عمليات شحن وحقائب سفر لتجنب الكشف.

هذه الشبكة عملت على مراقبة كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، ووضعت قائمة تضم 250 هدفًا استراتيجيًا، شملت قادة عسكريين وخبراء نوويين ومنشآت حيوية.

 التضليل السياسي

قبل تنفيذ الهجوم، لجأت إسرائيل والولايات المتحدة إلى استراتيجية تضليل لخداع إيران. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تظاهرا بوجود خلافات بينهما، لإيهام طهران بأن التصعيد العسكري غير مرجح.

في منشور على منصة “إكس”، كتب ترامب أن هناك “ما زال متسع من الوقت للتوصل إلى اتفاق مع إيران”، مما عزز شعور الأمان لدى إيران قبل الضربة.

تفاصيل العملية

انطلقت عملية “الأسد الصاعد” في 13 يونيو 2025، حيث نفذت إسرائيل سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت المنشآت النووية الرئيسية في إيران، بما في ذلك نطنز، فوردو، وأصفهان، بالإضافة إلى مصانع الصواريخ الباليستية وقواعد عسكرية.

أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان نشره المتحدث أفيخاي أدرعي على “إكس”، أن العملية أسفرت عن تدمير آلاف أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وإلحاق أضرار جسيمة بثلاث منشآت نووية رئيسية.

كما تم استهداف مراكز بحث وتطوير نووية، وقتل 11 عالمًا نوويًا بارزًا، وتدمير حوالي 50% من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، إلى جانب 15 طائرة عسكرية وستة مطارات.

بالإضافة إلى ذلك، شاركت الولايات المتحدة في العملية من خلال غارات جوية نفذتها يوم الأحد السابق لنشر التقرير، باستخدام قاذفات مزودة بقنابل خارقة للتحصينات.

استهدفت هذه الغارات ثلاث منشآت نووية إيرانية، لكن تقريرًا مسربًا من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أشار إلى أن هذه الضربات ربما أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، دون تدميره بالكامل.

ومع ذلك، أكد البيت الأبيض نجاح الغارات، ووصفها ترامب بأنها “إنجاز عسكري مذهل”، مهاجمًا وسائل الإعلام التي شككت في فعالية العملية.

 رد إيران

ردت إيران على الهجمات الإسرائيلية بعملية “الوعد الصادق 3″، التي شملت إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مواقع عسكرية ومدنية في إسرائيل.

استهدفت هذه الهجمات مدنًا مثل تل أبيب وحيفا، وأسفرت عن أضرار مادية وقتلى وجرحى. ووفقًا لتقارير، تسببت الضربات الإيرانية في مقتل خمسة مدنيين وإصابة أكثر من 90 آخرين، بينهم طفل، بالإضافة إلى أضرار في مبانٍ سكنية ومستشفى سوروكا في بئر السبع.

السياق الاستراتيجي

يأتي هذا الهجوم في أعقاب توترات طويلة الأمد بين إسرائيل وإيران، تصاعدت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، مما دفع إيران لزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من الدرجة العسكرية.

في فبراير 2025، كشفت تقارير استخباراتية غربية أن إيران تقترب من تطوير سلاح نووي، مما دفع إسرائيل لتكثيف استعداداتها.

كما ساهمت قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يونيو 2025، التي أعلنت عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، في توفير مبرر دولي للعملية.

 التحديات والانتقادات

على الرغم من الإعلانات الإسرائيلية عن نجاح العملية، أثارت تقارير إعلامية وتحليلات شكوكًا حول مدى تأثيرها على البرنامج النووي الإيراني.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن إسرائيل لم تحقق جميع أهدافها، حيث لم يتم تدمير كامل البنية التحتية النووية الإيرانية.

كما حذر محللون من أن الرد الإيراني، الذي شمل ضربات صاروخية دقيقة، كشف عن هشاشة في الدفاعات الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

أدت العملية إلى اضطرابات اقتصادية عالمية، حيث ارتفعت أسعار الذهب والدولار، وتراجعت أسهم شركات الطيران الدولية بنسب تصل إلى 5%.

كما أوقفت العديد من الشركات رحلاتها في الأجواء الإيرانية والإسرائيلية. في إسرائيل، ارتفعت مؤشرات الأسهم المحلية رغم التصعيد، بينما شهدت إيران نقصًا في الوقود والمواد الغذائية الأساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى