مواطن بيلاروسي يعتدي بوحشية على رضيع أفغانى في مطار روسي

في حادثة مروعة هزت الرأي العام في أفغانستان وخارجها، أقدم مواطن بيلاروسي يُدعى فلاديمير ويتكوف، يبلغ من العمر 31 عاماً، على الاعتداء على طفل أفغاني يبلغ من العمر 18 شهراً في مطار شيريميتييفو الدولي بموسكو.
وقعت الجريمة مساء الإثنين، 23 يونيو 2025، في منطقة استلام الأمتعة بالمطار، حيث أظهرت كاميرات المراقبة المتهم وهو يقترب فجأة من الطفل، يمسكه من ذراعه، ويلقيه بعنف على الأرض، مما تسبب في إصابات خطيرة.
ووفقاً لتقارير إعلامية، كان الطفل برفقة والدته الحامل، التي فرت معه من إيران مؤخراً هرباً من الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، في رحلة شاقة عبر أفغانستان بحثاً عن الأمان.
الطفل، الذي يُدعى يزدان، أصيب بكسور حادة في الجمجمة وإصابات بالغة في العمود الفقري، مما أدى إلى دخوله في غيبوبة ووضعه الحرج في المستشفى، حيث يصارع من أجل حياته.
تمكنت السلطات الروسية من توقيف ويتكوف فور وقوع الحادث، ووجهت له تهمة الشروع في القتل. كشفت التحقيقات الأولية أن المتهم، الذي وصل إلى موسكو قادماً من رحلة جوية، كان تحت تأثير مواد مخدرة، حيث أظهرت الفحوصات الطبية وجود آثار للقنب الهندي في دمه، كما عُثر بحوزته على مواد يُشتبه أنها مخدرات.
شهود عيان أفادوا بأن تصرفاته بدت غير طبيعية، مما عزز الاشتباه بحالته النفسية أو تعاطيه لمواد مؤثرة عقلياً.
أثارت الحادثة موجة غضب واسعة في أفغانستان وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها الكثيرون بأنها “جريمة ضد الإنسانية”. وطالب نشطاء وحقوقيون بمعاقبة المتهم بأشد العقوبات.
في الوقت نفسه، أشار الإعلام الروسي إلى أن ويتكوف، خلال التحقيق، أدلى بتصريحات غامضة ومقلقة، مفادها أنه “ارتكب أفعالاً مماثلة من قبل”، دون تقديم تفاصيل واضحة عن دوافعه.
السلطات الروسية تواصل التحقيق للكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذا الفعل الوحشي، مع النظر في احتمال وجود دوافع عنصرية أو نفسية، خاصة أن الطفل ينتمي إلى عائلة لاجئة.
من جانبها، أعربت مفوضة حقوق الطفل في منطقة موسكو، كسينيا ميشونوفا، عن صدمتها من الحادث، واصفة إياه بـ”العمل الوحشي”، وأكدت على ضرورة محاسبة الجاني.
كما أثارت الحادثة جدلاً حول أمن المطارات وسلامة المهاجرين واللاجئين، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها الكثيرون.
تستمر حالة الطفل في البقاء حرجة، وسط آمال أسرته ومحبيها بأن يتمكن من التعافي من هذه الصدمة المروعة التي لم تكن في الحسبان بعد رحلة فرار طويلة بحثاً عن ملاذ آمن.