تقارير

تقرير استخباراتي أمريكي: الضربات على إيران لم تدمر برنامجها النووي

كشف تقرير استخباراتي أمريكي أولي، نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة، أن الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة على ثلاث منشآت نووية إيرانية لم تحقق تدميراً شاملاً للعناصر الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل من المتوقع أن تتسبب في تأخير تقدمه لبضعة أشهر فقط.

هذا التقييم يناقض التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي زعم فيها أن الضربات دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل.

استهدفت العملية العسكرية الأمريكية ثلاث منشآت رئيسية هي: منشأة فوردو لتخصيب الوقود النووي، ومجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم، ومنشأة أصفهان.

واستخدمت القوات الأمريكية قاذفات B-2 الشبحية لإسقاط أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأتي فوردو ونطنز، بالإضافة إلى صواريخ توماهوك التي أطلقتها غواصات أمريكية على المواقع الثلاثة.

ومع ذلك، أشار التقييم إلى أن هذه القنابل لم تنجح في تدمير أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم عالي التخصيب في المنشأتين المذكورتين.

ووفقاً للمصادر، اقتصرت الأضرار الناجمة عن الضربات بشكل رئيسي على البنية التحتية فوق الأرض في المواقع الثلاث، حيث تعرضت المباني والمرافق السطحية لدمار كبير.

في المقابل، ظلت المنشآت تحت الأرض، التي تضم أجهزة الطرد المركزي والمواد النووية الحساسة، سليمة إلى حد كبير، مما يعني أن إيران قد تتمكن من استئناف برنامجها النووي بسرعة نسبية.

وأوضح التقرير أن القنابل الخارقة للتحصينات، التي صُممت لاختراق المنشآت المحصنة، لم تكن كافية لتدمير الأنفاق والمرافق تحت الأرض في فوردو وأصفهان، حيث تعتمد هذه المنشآت على تحصينات طبيعية وصناعية قوية.

كما أن استخدام صواريخ توماهوك في أصفهان، بدلاً من القنابل الخارقة، يعكس قيوداً تتعلق بعمق المنشأة وقدرات الأسلحة المستخدمة.

وأشار التقييم إلى أن الضربات استهدفت بشكل أساسي البنية التحتية الداعمة، مثل أنظمة الطاقة الكهربائية والمرافق المستخدمة في تحويل اليورانيوم إلى معدن صالح للاستخدام في الأسلحة.

ومع ذلك، فإن بقاء أجهزة الطرد المركزي والمخزون النووي سليماً يشير إلى أن إيران لا تزال تملك القدرة على إعادة بناء برنامجها النووي في غضون أشهر.

تأتي هذه العملية في سياق تصعيد عسكري بدأته إسرائيل في 13 يونيو 2025، عندما هاجمت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، مما دفع إيران للرد بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.

وتُعد الضربات الأمريكية، التي نُفذت في 22 يونيو 2025، امتداداً لهذا التصعيد، حيث أكدت مصادر أن الولايات المتحدة نسقت بشكل كامل مع إسرائيل في التخطيط للعملية.

ورغم إعلان ترامب عن وقف إطلاق نار يوم الإثنين، إلا أن التقرير يحذر من أن المنشآت النووية تحت الأرض في نطنز وأصفهان وبارشين قد تشكل أساساً لإعادة إحياء البرنامج النووي الإيراني بسرعة.

من جانبها، نفت إيران تعرض منشآتها لأضرار كبيرة، مؤكدة أنها أخلت المواد النووية مسبقاً إلى أماكن آمنة، وأن الدفاعات الجوية تصدت لبعض الأهداف. وأثارت هذه العملية جدلاً داخل الولايات المتحدة، حيث اتهم البعض ترامب بتجاوز الكونغرس في اتخاذ قرار الهجوم، فيما حذر آخرون من مخاطر جر المنطقة إلى صراع أوسع.

هذا التقرير يسلط الضوء على تعقيدات استهداف المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، ويشير إلى أن الضربات، رغم شدتها، لم تحقق الهدف الاستراتيجي المتمثل في القضاء التام على البرنامج النووي الإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى