بعد 12 يوماً من الحرب.. الخسائر التي دفعته إيران وإسرائيل

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025، بعد 12 يوماً من أعنف مواجهة مباشرة بين البلدين في تاريخهما. وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى الهدنة، مشيراً إلى أن الجانبين قبلا دعوته لوقف العمليات العسكرية بشكل فوري.
وبحسب وكالة “أسوشييتد برس”، فإن الاتفاق مثّل حلاً وسطاً يُرضي أطرافاً دولية عدة كانت منخرطة في جهود التهدئة.
خسائر ضخمة للطرفين
رغم التوصل للتهدئة، إلا أن تكلفة الحرب كانت باهظة، خصوصاً لإسرائيل، التي أنفقت مئات الملايين من الدولارات يومياً خلال التصعيد.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة استخدام منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية وحدها بلغت نحو 200 مليون دولار يومياً.
فقد استخدمت إسرائيل نظام “مقلاع داود” لاعتراض الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، وبلغت تكلفة كل عملية اعتراض واحدة حوالي 700 ألف دولار، وفقاً لتصريحات الخبير الأمني “يهوشوا كاليسكي” من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
أما نظام “أرو 3” المستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، فكلف نحو 4 ملايين دولار لكل صاروخ تم اعتراضه، بينما بلغت تكلفة اعتراض الصاروخ الواحد باستخدام النسخة الأقدم “أرو 2” نحو 3 ملايين دولار، بحسب ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
الأضرار المادية والبشرية في إسرائيل
تسبب القصف الإيراني في تدمير عدد من المباني والبنية التحتية في مدن إسرائيلية كبرى مثل تل أبيب، حيفا، وبئر السبع.
وتُقدّر كلفة إعادة إعمار ما دمر بنحو 400 مليون دولار، إلى جانب الخسائر البشرية التي بلغت نحو 30 قتيلاً إسرائيلياً.
إيران تدفع ثمناً أعلى
أما إيران، فقد تلقت ضربات أكثر قسوة من الناحية البشرية والمادية، خاصة بعد استهداف مواقعها العسكرية والنووية في أصفهان ونطنز وفوردو، خلال غارات أميركية وإسرائيلية يوم السبت الماضي.
ورغم أن حجم الضرر لم يتم تحديده بشكل دقيق بعد، فإن الخبراء يتوقعون خسائر بمليارات الدولارات، نظراً لسنوات العمل والاستثمار في تلك المنشآت النووية.
الخسائر البشرية في إيران كانت الأكبر، حيث قُتل نحو 650 شخصاً وأُصيب الآلاف، بينهم عدد كبير من القيادات العليا في الجيش والحرس الثوري.
ومن بين القتلى رئيس الأركان الإيراني محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر “خاتم الأنبياء” علي شادماني، الذي لم يمضِ على تعيينه سوى أيام.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب نفذت عمليات اغتيال طالت ما لا يقل عن 30 قائداً عسكرياً إيرانياً رفيع المستوى، بالإضافة إلى 17 عالماً إيرانياً.
مستقبل غامض بعد الهدنة
رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن تداعيات هذه الحرب الخاطفة لا تزال غير واضحة، خصوصاً في ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدها الطرفان، والضغوط السياسية الداخلية والخارجية التي ستُشكّل مستقبل العلاقات بين طهران وتل أبيب خلال المرحلة المقبلة.