ترامب يقصف إيران دون تفويض.. فهل تبدأ إجراءات عزله بسبب تجاهله للدستور؟

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية في إيران ردود فعل غاضبة ومنقسمة داخل الأوساط السياسية الأمريكية، وسط تحذيرات من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، ومطالب متزايدة داخل الكونجرس باتخاذ خطوات لعزله بسبب “تجاهله للدستور”.
في خطاب متلفز من البيت الأبيض، وصف ترامب العملية بأنها “نجاح عسكري مذهل”، مؤكدًا أن المنشآت الأساسية لتخصيب اليورانيوم في إيران “تم تدميرها بالكامل”.
واعتبر أن الوقت الآن قد حان للسلام، لكن الضربة العسكرية أشعلت جدلًا واسعًا في الداخل الأمريكي.
الجدل القانوني والدستوري:
الانتقادات الرئيسية التي وُجهت لترامب تركزت على عدم حصوله على تفويض من الكونجرس، ما اعتبره كثير من المشرعين، خاصة من الحزب الديمقراطي، انتهاكًا مباشرًا للدستور وصلاحيات الحرب التي تُمنح حصريًا للكونجرس.
النائب الجمهوري توماس ماسي وصف الضربة بـ”غير الدستورية”، وقدم مشروع قرار يحظر تدخل أمريكا في الحرب بين إسرائيل وإيران.
كما أكدت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز أن هذا التصرف “يمثل أساسًا واضحًا للمساءلة وربما إجراءات العزل”.
انقسام في صفوف الجمهوريين:
رغم الدعم الكبير من شخصيات جمهورية بارزة مثل ليندسي جراهام ومايك جونسون وتيد كروز، الذين اعتبروا الضربة ضرورية لأمن أمريكا وردعًا لإيران، إلا أن بعض الجمهوريين خالفوا التوجه الرسمي، مثل مارجوري تايلور جرين التي قالت: “هذه ليست حربنا”، ورفضت التصعيد العسكري.
الغضب الديمقراطي والمطالب بالتحقيق والعزل:
القيادات الديمقراطية هاجمت القرار بشدة، حيث طالب السيناتور تشاك شومر بتفعيل قانون صلاحيات الحرب، مؤكدًا أن ترامب لم يقدم أي خطة استراتيجية للكونجرس أو الشعب.
ودعا النائب رو خانا إلى اجتماع عاجل للكونجرس للتصويت على منع مزيد من التصعيد.
أما النائبة رشيدة طليب فحذرت من تكرار أخطاء الماضي، مؤكدة أن على الكونجرس “إيقاف مروجي الحروب”، بينما وصف السيناتور بيرني ساندرز القرار بأنه “غير دستوري بشكل فاضح”.
موقف نادر داخل الديمقراطيين:
في المقابل، خرج السيناتور الديمقراطي جون فيترمان عن الإجماع داخل حزبه وأعلن دعمه الكامل للضربة، معتبرًا أن إيران لا يمكن السماح لها بامتلاك سلاح نووي.
تصرف ترامب المفاجئ فتح الباب أمام أزمة دستورية في الداخل الأمريكي، وسط تصاعد الدعوات في الكونجرس للتحقيق، وتفعيل قوانين تمنع الرئيس من شن حروب دون تفويض.
وبينما ترى بعض الأصوات أن الضربة كانت ضرورية، يعتبرها آخرون مقامرة سياسية قد تجر أمريكا إلى نزاع إقليمي خطير.