أخبار دولية

بوشهر وأراك وديمونة.. تعرف على أبرز المفاعلات النووية المهددة في إيران وإسرائيل

في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف الدولية من مخاطر استهداف المنشآت النووية، الأمر الذي قد يُفضي إلى كارثة بيئية تفوق في تأثيرها كارثتي تشيرنوبل وفوكوشيما.

ويثير هذا الوضع تساؤلات جوهرية حول أخطر المفاعلات النووية في البلدين، وحجم التهديد في حال تعرض أي منها لهجوم مباشر.

 إيران.. بوشهر وأراك وأصفهان

بحسب ما أكده الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة الطاقة النووية المصرية الأسبق، في تصريحات لموقع “خبر اليوم”، فإن مفاعل بوشهر يعد الأخطر بين المفاعلات الإيرانية.

فرغم أن الوقود المستخدم فيه منخفض التخصيب، إلا أنه يتحول داخل المفاعل إلى مواد شديدة الإشعاعية نتيجة عملية الانشطار النووي.

ومن بين هذه المواد: السيزيوم 137، اليود 131، والبلوتونيوم 239، وجميعها تُعد من أخطر المواد الإشعاعية المعروفة.

وأوضح أن المفاعل يحتوي على نحو 90 طناً من الوقود النووي، يتم تجديد ثلثه كل عام أو عامين، بينما يُخزن الجزء المستخرج – والذي يسمى “الوقود المحترق” – في أحواض تبريد مائية لمدة تصل إلى عشر سنوات حتى تخف إشعاعيته.

ويشكل هذا الوقود خطراً كبيراً في حال استُهدفت تلك الأحواض، إذ قد يتسبب ذلك في تسرب إشعاعي واسع النطاق.

وأضاف أن استهداف مفاعل بوشهر أو أحواض التبريد المرتبطة به يمكن أن يؤدي إلى كارثة تطال المنطقة بأكملها، لما قد يتسبب به من تلوث إشعاعي في المياه، ما يؤدي بدوره إلى تعطيل محطات تحلية المياه وتهديد سلامة الملاحة البحرية في الخليج.

أما مفاعل أراك، فيحمل هو الآخر خطراً كبيراً، نظراً لاحتوائه على مواد نووية تعرضت لانشطار مسبق وتحوّلت إلى عناصر إشعاعية عالية الخطورة.

وفيما يخص منشأة أصفهان، فهي تضم مفاعلاً كيميائياً يحول ثاني أكسيد اليورانيوم إلى سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المركب المستخدم في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم – وهي العملية التي تثير قلق المجتمع الدولي من برنامج إيران النووي.

إسرائيل.. مفاعل ديمونة في قلب التهديد

في المقابل، أشار عبد النبي إلى أن مفاعل ديمونة في صحراء النقب يُعد الأخطر في إسرائيل، إذ يعمل بالماء الثقيل ويُستخدم في إنتاج البلوتونيوم المستخدم في القنابل النووية، بالإضافة إلى غاز التريتيوم، وهو عنصر رئيسي في تصنيع القنابل الهيدروجينية.

ووفقاً للخبير النووي، تمتلك إسرائيل ثلاث أنواع من القنابل: النووية، والهيدروجينية، والنيوترونية. ويُحذر من أن استهداف مفاعل ديمونة قد يؤدي إلى انتشار واسع للمواد المشعة، ما يشكل تهديداً مباشراً ليس فقط لتل أبيب، بل أيضاً للأردن والدول المحيطة.

 تصعيد غير مسبوق

منذ 13 يونيو 2025، بدأت إسرائيل تنفيذ سلسلة من الهجمات على مواقع متعددة في إيران، شملت منشآت عسكرية ونووية، إلى جانب منصات إطلاق صواريخ. كما طالت العمليات الإسرائيلية قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، وأسفرت عن اغتيال عشرات المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.

وفي رد مباشر وغير مسبوق، شنت إيران هجمات صاروخية وطائرات مسيرة استهدفت الداخل الإسرائيلي، متوعدة بالمزيد، في مشهد يعكس أول مواجهة مباشرة وعلنية بين الجانبين.

خطر داهم ومخاوف عالمية

وسط هذا التصعيد، تتصاعد التحذيرات من أن استهداف أي من هذه المنشآت النووية، سواء في إيران أو إسرائيل، قد يجر المنطقة إلى كارثة بيئية وإنسانية واسعة النطاق، من شأنها أن تؤثر على حياة ملايين البشر، وتهدد الأمن الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى