
في 22 يونيو 2025، استيقظ العالم على سلسلة من التطورات الصادمة التي وقعت خلال ساعات قليلة، أعادت للأذهان أجواء الحروب العالمية الكبرى.
قرار إيراني بإغلاق مضيق هرمز، ضربة أمريكية–إسرائيلية مشتركة على المنشآت النووية الإيرانية، ورد إيراني غير مسبوق استهدف العمق الإسرائيلي، وتلويح روسي بدعم نووي لطهران.
كل هذه الأحداث لم تقع بمعزل عن سياق متوتر سابق، لكنها فجّرت أسئلة وجودية حول مصير النظام الدولي، وحدود الردع، وإمكانية تجنّب حرب شاملة قد تغيّر وجه العالم.
🔴 أولاً: قرار إيران بإغلاق مضيق هرمز
في صباح يوم 22 يونيو 2025، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن البرلمان الإيراني صوّت بالأغلبية على قرار يقضي بإغلاق مضيق هرمز، وهو أهم ممر ملاحي لتصدير النفط في العالم.
ولا يبقى لتنفيذه إلا توقيع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو ما قد يتم خلال ساعات.
⚫️ ثانياً: أهمية مضيق هرمز وخطورة القرار
مضيق هرمز يُعد من أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم، إذ يمر عبره يومياً ما بين 17 إلى 20 مليون برميل من النفط الخام، أي ما يعادل حوالي 30% من تجارة النفط العالمية.
إغلاق هذا المضيق سيعني:
– تعطيل خط الإمداد العالمي للطاقة،
ـ رفع أسعار النفط بشكل جنوني قد يتجاوز 150 دولاراً للبرميل،
ـ اندلاع أزمة تضخمية عالمية،
ـ إفلاس شركات ومصانع تعتمد على الطاقة المستوردة،
ـ وربما انزلاق الاقتصاد العالمي إلى أزمة أكبر من أزمة 2008.
🟢 ثالثاً: مدى انتحارية القرار من الجانب الإيراني
إيران تعلم أن إغلاق مضيق هرمز هو قرار محفوف بالمخاطر وقد يؤدي إلى كارثة دولية.
إلا أن تمرير هذا القرار في البرلمان يعكس تصميماً سياسياً إيرانياً على التصعيد، وهو ما قد يُفسَّر كرد فعل مباشر على القصف الأمريكي الأخير لمنشآتها النووية.
وبالتالي، يعتبر هذا الإجراء بمثابة إعلان مواجهة مع القوى الغربية برمتها، خاصة إذا ما تم تفعيله ميدانياً.
🟣 رابعاً: الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية
في فجر اليوم ذاته، نفّذت الولايات المتحدة الأمريكية، بالتنسيق مع إسرائيل، ضربات جوية مركّزة على منشآت نووية إيرانية، وقد استهدفت الضربات مواقع بارزة مثل:
ـ منشأة نطنز النووية
ـ مفاعل فوردو الواقع في عمق الجبال،
ـ وبعض المنشآت في أصفهان وكاشان.
الهدف كان تعطيل البرنامج النووي الإيراني، دون تدميره بالكامل. وقد أعلنت مصادر أمريكية أن الضربات كانت “دقيقة وفعالة”، فيما قال مسؤولون إيرانيون إنهم تمكنوا من نقل المواد النووية الحساسة قبل القصف بساعات، مما قلّل من تأثير الضربات.
🟠 خامساً: الرد الإيراني بالصواريخ الباليستية
بعد ساعات فقط من الهجوم الأمريكي، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، أبرزها من طراز:
ـ خيبر (خرمشهر-4): بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر،
ـ وصواريخ أخرى قصيرة ومتوسطة المدى.
وقد استهدفت هذه الصواريخ عدة مدن إسرائيلية، من بينها:
ـ تل أبيب
ـ حيفا
ـ مطار بن غوريون
ـ مدينة نيس زيونا، التي تحتوي على أهم معهد بيولوجي سري في إسرائيل.
وسائل إعلام إسرائيلية وصفت الضربات بأنها “مدمرة وغير مسبوقة”، وأكدت أن الدفاعات الجوية لم تتمكن من التصدي لجميع الصواريخ، مما أدى إلى تدمير عشرات المباني والمنشآت، ووقوع عدد من القتلى والجرحى، في حين تتحدث تقارير أولية عن ضرر جسيم في البنية التحتية المدنية والعسكرية.
🔵 سادساً: ضرب معهد الأبحاث البيولوجية في إسرائيل
واحدة من أبرز النقاط التي أثارت قلقاً كبيراً، هي سقوط أحد الصواريخ على منشأة البحث البيولوجي في نيس زيونا، والتي تعتبر أكثر المنشآت سرية في إسرائيل، ويُعتقد أنها المسؤولة عن:
ـ تطوير الأسلحة البيولوجية والكيميائية،
ـ وإجراء أبحاث متقدمة في مجالات تتعلق بالحرب البيولوجية.
ورغم عدم صدور تأكيد رسمي حتى الآن، إلا أن بعض التقارير الإعلامية تتحدث عن احتمال تسرّب بيولوجي خطير في المنطقة المحيطة، ما قد يتسبب بكارثة بيئية وصحية في حال ثبتت صحته.
🟣 سابعاً: الموقف الروسي من التصعيد
دخلت روسيا على خط الأزمة، حيث صرّح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي أن:
الولايات المتحدة تدفع العالم نحو حرب شاملة، وإذا تطلب الأمر، فهناك دول مستعدة لتزويد إيران بتكنولوجيا نووية
كما صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن:
العالم يقف اليوم على أعتاب حرب عالمية ثالثة
موضحاً أنها لن تكون بالضرورة نووية، بل صراع عسكري عالمي شامل قد يمتد إلى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
🔵 ثامناً: السيناريوهات المتوقعة في الساعات القادمة
إن تم تنفيذ قرار إغلاق مضيق هرمز فعلياً، فمن المرجح أن تقوم الولايات المتحدة، وربما تحالف دولي واسع، بتنفيذ رد عسكري مباشر على إيران.
وسائل الإعلام الغربية بدأت بالفعل بحملة إعلامية قوية ضد إيران، وقد تتم الدعوة لعقد اجتماعات عاجلة لمجلس الأمن أو الناتو.
التخوف الأكبر هو من انزلاق الوضع إلى نزاع إقليمي واسع النطاق، يتحوّل إلى حرب عالمية فعلية، في حال تدخلت قوى كبرى كروسيا أو الصين عسكرياً أو استخبارياً.
لم يعد السؤال اليوم:
هل ستندلع الحرب؟
بل أصبح:
هل ما زال هناك أي أمل لتفاديها؟
الوضع على حافة الانفجار، والقرار الإيراني بإغلاق مضيق هرمز إذا نُفِّذ، سيكون بمثابة إعلان صريح للحرب ضد المنظومة الغربية بأكملها.
ومع استمرار تبادل الضربات العسكرية، وتزايد التهديدات النووية غير المباشرة، فإن العالم يقف أمام أخطر لحظة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية