أخبار دولية

منشأة فوردو تحت المجهر.. إسرائيل تدرس سيناريوهات الهجوم والتخريب

في ظل استمرار تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، ما زال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يدرس احتمال مشاركة الولايات المتحدة في ضربات عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وفي مقدمتها منشأة “فوردو” ذات التحصين العالي، الواقعة على بُعد نحو 32 كيلومترًا شمال شرقي مدينة قُم، جنوب غرب طهران.

المنشأة، المبنية داخل شبكة أنفاق عميقة تحت الأرض، بعمق يُقدر بين 80 إلى 100 متر، تُعتبر من أكثر المواقع تحصينًا ضمن البرنامج النووي الإيراني، وتُشكل تحديًا عسكريًا حقيقيًا أمام أي عملية استهداف مباشر.

وضعت إسرائيل عدة سيناريوهات للتعامل مع فوردو، من بينها الاعتماد على وحدة النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي، المعروفة باسم “شلداج” أو “الرفراف” – وهو طائر شهير بقدرته على الغوص عميقًا لاصطياد فرائسه. وتشتهر هذه الوحدة بتنفيذ عمليات تسلل دقيقة خلف خطوط العدو.

رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين، تحدث لشبكة “فوكس نيوز” عن عملية مشابهة نفذتها “شلداج” في سوريا، استهدفت منشأة لإنتاج صواريخ إيرانية دقيقة، كانت تقع على عمق 300 قدم.

وقال إن الوحدة تسللت ليلاً، وزرعت المتفجرات، فيما تولى سلاح الجو الإسرائيلي تحييد الحراسة المحيطة بالموقع، ودمرته بالكامل.

يادلين أشار أيضًا إلى عمليات إسرائيلية سابقة، مثل تدمير المفاعل النووي العراقي في أوزيراك عام 1981 ضمن عملية “أوبرا”، وكذلك الهجوم السيبراني على منشأة “نطنز” عام 2008، الذي تسبب بتعطيل أجهزة الطرد المركزي.

لكن فوردو، كما وصفه يادلين، “يختلف تمامًا”، فهو “جوهرة التاج” في البرنامج النووي الإيراني، ومحصن بشكل غير مسبوق، ما يجعل من الصعب تدميره حتى عبر غارات جوية تقليدية.

وبسبب صعوبة المهمة، تميل إسرائيل، بحسب مصادر، إلى الاعتماد على الولايات المتحدة في تنفيذ الضربة، باستخدام قاذفات الشبح B-2، القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات تزن نحو 30 ألف رطل، وهي مصممة خصيصًا لاختراق المخابئ العميقة.

من بين البدائل المطروحة أيضًا، شن هجوم إلكتروني لقطع التيار الكهربائي عن المنشأة. إذ يمكن لتعطيل الكهرباء أن يؤدي إلى توقف أجهزة الطرد المركزي، ما قد يتسبب بأضرار دائمة في عملية تخصيب اليورانيوم.

في مقابلة تلفزيونية مؤخراً، سُئل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عما إذا كانت إسرائيل قادرة على ضرب فوردو دون دعم أميركي مباشر. أجاب باقتضاب: “لدينا العديد من الأوراق”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى