أسبوعان لحسم الموقف الأميركي.. وطهران ترفض تجميد برنامجها النووي

أفاد مسؤول أميركي رفيع، اليوم السبت، أن الدبلوماسية لا تزال تحظى بفرصة أخيرة قبل أن يُحسم موقف واشنطن من الانخراط المباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل ضد إيران، مشيرًا إلى أن المهلة المتبقية لا تتجاوز أسبوعين، بحسب ما نقلته شبكة “ABC” الأميركية.
عراقجي: التخصيب لن يُصفّر
ورغم تصاعد الجهود الدولية لتفادي مزيد من التصعيد، أكدت طهران تمسكها بموقفها خلال محادثاتها مع الترويكا الأوروبية في جنيف أمس الجمعة.
إذ شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تقبل بإيقاف تخصيب اليورانيوم بالكامل، وهو الشرط الذي ما زال يُشكل العقبة الأكبر أمام أي انفراجة في المفاوضات النووية.
وقال عراقجي إن مطلب “تصفير التخصيب” مرفوض تمامًا من الجانب الإيراني، في حين ترى واشنطن وحلفاؤها أنه شرط لا يمكن التنازل عنه لضمان عدم تطوير إيران لسلاح نووي.
مقترح أميركي جديد: اتحاد إقليمي للوقود النووي
في هذا السياق، كشف مسؤولون عرب وأوروبيون أن المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، قدّم اقتراحًا بديلًا لطهران في وقت سابق من هذا الأسبوع، ينص على وقف إيران لعملية التخصيب داخليًا، مقابل السماح لها بالحصول على الوقود النووي المخصب من خلال كونسورتيوم إقليمي (اتحاد دولي لتوفير الوقود لأغراض مدنية).
إيران تعرض التخصيب عند 3.67%
في المقابل، أبدت إيران استعدادًا لتحديد نسبة تخصيبها عند 3.67%، وهي النسبة التي يسمح بها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والتي تكفي لتشغيل مفاعلات الطاقة المدنية، لكنها تبقى بعيدة جدًا عن النسبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي والتي تتجاوز 90%.
ومع ذلك، لم توافق واشنطن حتى الآن على هذا الطرح الإيراني، بل طالبت برد واضح على مقترحها الأخير قبل استئناف أي جولة جديدة من المحادثات.
مخزون مقلق من اليورانيوم المخصب
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أشارت في تقريرها الأخير إلى أن إيران تمتلك الآن كمية كبيرة من الوقود النووي المخصب، وإن كانت دون مستوى صنع الأسلحة، إلا أنها كافية نظريًا لإنتاج ما يصل إلى عشر قنابل نووية، بحسب تقديرات خبراء. غير أن طهران نفت نيتها أو سعيها لتطوير قنبلة نووية.
إسرائيل: البرنامج النووي تهديد وجودي
تزامنًا مع هذا المسار الدبلوماسي، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية ضد إيران، حيث شنت سلسلة ضربات عنيفة استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية في العمق الإيراني، مؤكدة أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا وجوديًا لها، وأنها لن تتهاون في مواجهته.