تقارير

في ظل الحرب النووية.. 5 كوارث هزّت العالم بالإشعاع

بينما يدخل النزاع الإيراني الإسرائيلي أسبوعه الثاني، تتصاعد المخاوف العالمية من اندلاع كارثة نووية تهدد المنطقة بأكملها، في حال تعرضت المنشآت النووية لأي قصف مباشر.

وحذّر تقرير صادر عن صحيفة فايننشال تايمز من احتمالية حدوث تلوث إشعاعي واسع النطاق إذا ما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية للقصف.

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن أي استهداف للبنية التحتية النووية قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي ذي عواقب وخيمة على المنطقة.

في المقابل، ومع التهديدات الإسرائيلية المتكررة باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، توعّدت طهران بضرب مفاعل “ديمونا” النووي الإسرائيلي في حال تعرضت منشآتها لأي هجوم، مما يرفع منسوب القلق الإقليمي والدولي من اندلاع كارثة تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية.

وفي حال تنفيذ التهديد الإيراني، فإن التأثيرات قد تمتد إلى أراضٍ فلسطينية وأردنية وسورية ولبنانية، بل وقد تشمل مصر وقبرص، مع احتمالات قائمة بتأثر مناطق أبعد بفعل حركة الرياح وانتشار الغبار الإشعاعي.

وتُستحضر في هذا السياق كبرى الكوارث النووية التي واجهها العالم خلال القرن الماضي، كدروس قاسية من التاريخ حول حجم الدمار الذي يمكن أن تُخلّفه الطاقة النووية إذا خرجت عن السيطرة:

 1. هيروشيما وناغازاكي (1945): أول استخدام حربي للسلاح النووي

في السادس والتاسع من أغسطس 1945، ألقت الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان، لإنهاء الحرب العالمية الثانية.

القنبلة “الولد الصغير” و”الرجل البدين” أسفرتا عن مقتل 120 ألف شخص في لحظات، وارتفع عدد الضحايا لاحقاً نتيجة الآثار الإشعاعية طويلة الأمد، من تشوهات وأمراض سرطانية.

2. تشيرنوبل (1986): كارثة نووية بشرية غير مسبوقة

في مدينة تشيرنوبل الأوكرانية – التي كانت آنذاك ضمن الاتحاد السوفيتي – تسبب اختبار خاطئ في انفجار المفاعل النووي الرابع، مما أدى إلى تسرب إشعاعي هائل.

تلوثت مساحات شاسعة من أوروبا الشرقية، وأُجلي مئات الآلاف، بينما أصيب الآلاف بأمراض سرطانية وتشوهات خلقية. وتُعد تشيرنوبل حتى اليوم أسوأ كارثة نووية في التاريخ.

 3. فوكوشيما (2011): عندما ضرب الزلزال قلب اليابان النووي

ضرب زلزال مدمر بقوة 9 درجات اليابان، أعقبه تسونامي اجتاح محطة فوكوشيما النووية.

تعرضت 3 من أصل 6 مفاعلات للانصهار، وتسربت كميات ضخمة من الإشعاع. ورغم عدم تسجيل وفيات مباشرة من الإشعاع، أُجبر 300 ألف شخص على مغادرة المنطقة، ولقي أكثر من 16 ألف شخص حتفهم نتيجة الزلزال والتسونامي وتداعيات الإخلاء.

 4. جزيرة الثلاثة أميال (1979): أسوأ حادث نووي أمريكي

في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وقع انصهار جزئي في أحد المفاعلات بمحطة “ثري مايل آيلاند”، بسبب خلل في نظام التبريد.

رغم عدم تسجيل وفيات فورية، تسبب الحادث في إثارة ذعر واسع النطاق، وبلغت تكاليف احتوائه مليار دولار. سُجل الحادث في المرتبة الخامسة ضمن مقياس الحوادث النووية الدولي.

 5. تجربة بانبري (1970): إشعاع تحت الأرض يصعد إلى السماء

في 18 ديسمبر 1970، أجرت الولايات المتحدة تجربة نووية تحت الأرض في نيفادا، لكن الانفجار أطلق سحابة مشعة بارتفاع 3 كيلومترات، كانت مرئية من مدينة لاس فيغاس. أصيب 86 عاملاً بالإشعاع، وانتشر العنصر المشع “اليود 131” في عدة ولايات أمريكية.

خطر قائم وجاهزية دولية

القلق المتزايد في الشرق الأوسط اليوم، يعيد التذكير بهذه الكوارث التي أثبتت أن الخطر النووي لا يعرف حدوداً.

وفي ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران، تبقى المخاوف من تسرب إشعاعي أو كارثة نووية شاملة قائمة، ما لم يتم احتواء التوترات العسكرية وضمان حماية البنى التحتية النووية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى