أخبار دولية

تحذير إسرائيلي بإخلاء محيط مفاعل «آراك» النووي.. أقمار صناعية تؤكد الاستعداد لضربة وشيكة

مع دخول المواجهات بين إيران وإسرائيل يومها السابع، وجّه الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس 19 يونيو 2025، تحذيرًا مباشرًا للمدنيين الإيرانيين طالبهم فيه بإخلاء محيط مفاعل آراك للماء الثقيل، الواقع جنوب غربي العاصمة طهران، وسط مؤشرات متصاعدة على نية إسرائيل توجيه ضربة لهذا الموقع النووي الحساس.

صور أقمار صناعية ورسالة ضمنية

وجاء التحذير عبر منشور رسمي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث أرفق صورة أقمار صناعية حديثة لموقع مفاعل آراك محاطة بدائرة حمراء بارزة، في إشارة تُذكّر برسائل سابقة سبقت تنفيذ ضربات جوية إسرائيلية مباشرة.

وقد تطابقت الصورة المنشورة مع تلك المتوفرة عبر خدمة “غوغل إيرث”، والتي تُظهر منشأة آراك التي تضم مفاعلًا نوويًا ومرافق لإنتاج الماء الثقيل.

لماذا يمثل مفاعل آراك تهديدًا؟

مفاعل آراك للماء الثقيل أثار سابقًا قلقًا بالغًا لدى القوى الغربية، نظرًا لإمكانية استخدامه في إنتاج البلوتونيوم، أحد المكونات الأساسية لتصنيع القنابل النووية.

فعلى عكس تخصيب اليورانيوم، يعتبر البلوتونيوم المسار الثاني المحتمل لإنتاج سلاح نووي، ما يجعل منشأة آراك محط أنظار وقلق دائم.

وقد استخدمت إيران، ضمن بنية المفاعل، الماء الثقيل (أكسيد الديوتيريوم) لتبريد النواة، وهي تقنية تُنتج البلوتونيوم كمنتج ثانوي.

 آراك والاتفاق النووي

بموجب الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، تعهّدت طهران بإعادة تصميم مفاعل آراك للحد من مخاوف الانتشار النووي.

وفي عام 2019، أعلنت إيران تشغيل الدائرة الثانوية للمفاعل، وهو ما لم يُعتبر في حينه خرقًا مباشرا للاتفاق، وفقًا لتقارير وكالة “أسوشييتد برس”.

غير أن التطورات الحالية تنذر بتغيير قواعد اللعبة، خصوصًا مع دخول المفاعل مجددًا دائرة التهديد العسكري.

 تصعيد ميداني وغارات مكثفة

يتزامن هذا التحذير مع تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق، حيث أعلنت تل أبيب تنفيذ أكثر من 20 ضربة جوية على أهداف عسكرية في طهران خلال الساعات الماضية، شاركت فيها 60 طائرة مقاتلة، بحسب بيان رسمي للجيش الإسرائيلي.

ومن بين الأهداف التي تم استهدافها:

منشآت لتطوير الأسلحة النووية

مواقع لإنتاج الصواريخ

مقار قيادية لقوات الحرس الثوري

كما طالت الغارات مواقع استراتيجية في أصفهان ومحافظة البرز

 ترامب يراقب ويُخطط

وفي واشنطن، أكدت مراسلة  أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعد لعقد اجتماعه الثالث في “غرفة العمليات” خلال أسبوع، حيث سيتلقى إحاطة استخباراتية جديدة من فريقه الأمني، وسط ترقب لقراره النهائي بشأن مشاركة أميركية مباشرة في الحملة الإسرائيلية.

وكان ترامب قد صرّح مؤخرًا:

نحن فقط من يمكنه تدمير فوردو، لكن لا يعني ذلك أنني سأفعل الآن

 

هل آراك هو الهدف القادم؟

مع تداول صور الأقمار الصناعية والتحذيرات العلنية، يرى مراقبون أن مفاعل آراك بات على رأس قائمة الأهداف العسكرية في المرحلة المقبلة، خاصةً أنه يوفّر، تقنيًا، مسارًا نوويًا بديلًا لطهران قد لا يمر عبر تخصيب اليورانيوم.

ويرجّح أن يأتي التحذير الإسرائيلي كجزء من حرب نفسية تمهيدية، أو كمقدمة لهجوم مباشر إذا لم تتراجع طهران عن نشاطها النووي المتسارع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى