منشأة “فوردو” النووية.. الحصن الذي يعقّد أي ضربة عسكرية ضد إيران

كشف تقرير لموقع “أكسيوس” بتاريخ 17 يونيو 2025 أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس بشكل جدي الانضمام إلى العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، مع التركيز على شن هجمات مباشرة على منشآت نووية حساسة، وفي مقدمتها منشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم.
وبحسب التقرير، فإن ترامب عقد اجتماعات مغلقة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض مع فريق الأمن القومي، لبحث الخيارات العسكرية المحتملة ضد إيران، وسط دعوات متزايدة من إسرائيل لتوجيه ضربة استباقية لمنشأة فوردو شديدة التحصين.
فوردو.. الخطة “باء” التي أصبحت القلب النابض للبرنامج النووي
بُنيت منشأة فوردو في الأصل كمحطة احتياطية للطوارئ بديلة لمنشأة نطنز، لكنها تحوّلت لاحقًا إلى صمام الأمان الأساسي للبرنامج النووي الإيراني، خصوصًا بعد تعرض نطنز لعدة هجمات في السنوات الماضية.
المنشأة تقع تحت جبل على بعد 32 كيلومترًا شمال شرق مدينة قُم، وتحيط بها تحصينات شديدة ودفاعات جوية معقّدة. من الخارج، لا يظهر منها سوى خمسة أنفاق صخرية، وهيكل دعم ضخم، ومحيط أمني واسع، ما يجعل الوصول إليها أو استهدافها تحديًا كبيرًا.
قوة التخصيب وسرّ التحصين
تضم المنشأة قاعتين لتخصيب اليورانيوم، تقدر مساحة كل واحدة منهما بين 80 و90 مترًا، وتحتوي على نحو 3000 جهاز طرد مركزي موزعة على 16 سلسلة، وهي أرقام تؤهلها للقيام بعمليات تخصيب مكثفة وخطيرة على مستوى الاستخدام العسكري.
عصية على القصف التقليدي
فوردو تُعد أعمق منشأة نووية إيرانية، ويعتقد الخبراء أنها عصية على أي ضربة جوية إسرائيلية باستخدام القنابل المتوفرة حاليًا، مما يعيد الكرة إلى ملعب واشنطن التي تمتلك قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، وهي قنابل لا تُطلق إلا عبر قاذفات الشبح B-2 الأميركية.
خيارات بديلة للتعطيل
تشير التقارير الاستخباراتية إلى وجود خيارات أقل تدميرًا وأكثر تعطيلاً، مثل استهداف الأنفاق الخارجية، أو أعمدة التهوية المموهة، أو شبكة الكهرباء المرتبطة بالمنشأة. مثل هذه الضربات، وإن لم تدمر فوردو تمامًا، يمكن أن تُخرجها عن الخدمة لعدة أشهر.
وسط هذه التحديات، يبقى قرار ترامب بالانخراط عسكريًا ضد إيران محور خلاف داخل الإدارة الأميركية، خصوصًا مع ما قد يترتب عليه من ردود فعل إيرانية وتهديدات مباشرة للقواعد الأميركية في المنطقة.