ترامب يدفع لمحادثات عاجلة مع إيران وسط تصعيد عسكري ودعم إسرائيلي مشروط

في ظل التوترات المتفاقمة بالشرق الأوسط، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، فريقه الدبلوماسي بالترتيب للقاء مسؤولين إيرانيين بشكل عاجل لاستكشاف إمكانية حل الأزمة النووية دبلوماسيًا.
يأتي هذا التوجيه وسط تبادل هجمات صاروخية بين إيران وإسرائيل، حيث سُجلت انفجارات في طهران، ودوّت صافرات الإنذار في إسرائيل بعد هجمات إيرانية استهدفت مدنًا، من بينها حيفا.
تفاصيل التطورات
أفاد مسؤول أمريكي، وفقًا لشبكة “CNN”، أن ترامب يهدف إلى اختبار جدية إيران في التفاوض على اتفاق نووي، موجهًا فريقه بإجراء محادثات مباشرة مع طهران في أقرب وقت.
الهدف هو الضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات في ظل تصعيدها العسكري مع إسرائيل. في الوقت ذاته، أكد سفير إسرائيل في واشنطن، مايكل ليتر، خلال لقاء تلفزيوني، دعم إسرائيل للتفاوض مع إيران، لكنه اشترط تفكيك بنيتها التحتية النووية كشرط أساسي لأي اتفاق، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في استمرار إيران بتطوير برنامجها النووي وليس في المفاوضات بحد ذاتها.
تصريحات ترامب وردود الفعل
فجر الثلاثاء، نشر ترامب منشورًا عبر منصة “تروث سوشيال”، دعا فيه إلى إخلاء طهران فورًا، محذرًا من أن “إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا”، واصفًا التصعيد بأنه “إهدار للأرواح البشرية”.
وعندما طُلب من السفير الإسرائيلي التعليق على المنشور، رفض التفسير، مشيرًا إلى أنه ليس متحدثًا باسم ترامب.
أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيعود إلى واشنطن مساء الثلاثاء لمناقشة قضايا عاجلة، بما في ذلك الأزمة بين إيران وإسرائيل، موجهًا مجلس الأمن القومي بالاستعداد في غرفة العمليات، وفقًا لقناة “فوكس نيوز”.
وأكد مساعد بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تهاجم إيران حاليًا، وأن قواتها تتبنى موقفًا دفاعيًا.
موقف الإدارة الأمريكية
أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في تصريحات لـ”فوكس نيوز”، التزام ترامب بالسعي لإبرام اتفاق نووي مع إيران، مشددًا على أن الولايات المتحدة “قوية ومستعدة” لكنها تفضل السلام.
ودعا إيران إلى اغتنام فرصة التفاوض. خلال قمة مجموعة السبع، عبر ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق، قائلاً: “أعتقد أن إيران ستكون حمقاء إذا لم توقع”، محذرًا من أن بديل الدبلوماسية قد يكون تصعيدًا عسكريًا.
الرد الإيراني
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في اتصالات مع نظرائه الأوروبيين، جدية إيران في الجهود الدبلوماسية، لكنه أشار إلى أن طهران تركز حاليًا على التصدي للهجمات الإسرائيلية.
ورفض عراقجي المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة طالما استمرت سياسة “الضغط الأقصى”، مؤكدًا أن المحادثات غير المباشرة عبر وسطاء، مثل سلطنة عمان، لا تزال خيارًا متاحًا.
سياق التصعيد
تشهد المنطقة تصعيدًا غير مسبوق، حيث أفادت تقارير إيرانية بتعرض ثلاثة مواقع في شمال شرق طهران لهجمات إسرائيلية، بينما أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وتعهد الحرس الثوري الإيراني بمواصلة الهجمات طوال الليل، محذرًا إسرائيل من عواقب وخيمة. أسفرت الضربات المتبادلة عن مقتل 224 شخصًا في إيران، معظمهم مدنيون، و24 مدنيًا في إسرائيل خلال خمسة أيام.
تعكس تحركات ترامب الدبلوماسية محاولة لاحتواء الأزمة قبل تحولها إلى حرب شاملة، لكنها تواجه عقبات كبيرة، حيث تصر إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، بينما تطالب إسرائيل بتفكيك برنامجها النووي بالكامل.
ويثير منشور ترامب حول إخلاء طهران مخاوف من تصعيد عسكري محتمل، رغم تأكيد البيت الأبيض على الموقف الدفاعي.
تبقى الدبلوماسية الخيار المفضل لترامب، لكنها تواجه تحديات في ظل استمرار التوترات العسكرية وغياب الثقة بين الأطراف.