إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات الصاروخية لليوم الثالث وسط دمار واسع

تتواصل المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران لليوم الثالث على التوالي، حيث تبادل الطرفان هجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة، مما أثار قلق المجتمع الدولي ودفع بالدعوات إلى التهدئة والعودة إلى طاولة الحوار.
شهدت مدينة تل أبيب ومحيطها هجمات إيرانية مكثفة، بينما ردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة في كلا البلدين.
الهجمات الإيرانية على إسرائيل
في صباح يوم الأحد، 15 يونيو 2025، نفذت إيران سلسلة هجمات صاروخية استهدفت مناطق متعددة في تل أبيب، بما في ذلك معهد وايزمن للعلوم في رحوفوت ومدينة بات يام جنوب تل أبيب.
أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجمات استخدمت صواريخ باليستية موجهة تعمل بالوقود الصلب من طراز “الحاج قاسم”، وهو صاروخ تكتيكي عالي الدقة. أفادت الشرطة الإسرائيلية بأن الهجمات تسببت في دمار واسع في بات يام، مع انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من المدينة.
ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، تشير تقديرات رسمية إسرائيلية إلى أن حوالي 35 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين في موقع أحد الضربات الصاروخية في بات يام.
كما أعلنت خدمات الإسعاف الإسرائيلية، ممثلة بمنظمة “نجمة داوود الحمراء”، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة حوالي 200 آخرين جراء الهجمات الإيرانية. وأوضح متحدث باسم المنظمة أن 100 شخص أصيبوا في هجوم صاروخي استهدف المنطقة الوسطى من إسرائيل، بينما أصيب 37 آخرون في منطقة الشفيلة.
الرد الإسرائيلي على إيران
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ سلسلة غارات جوية مكثفة على طهران في حوالي الساعة 2:40 صباحاً (23:40 بتوقيت غرينتش) يوم الأحد.
استهدفت الغارات، التي استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، مواقع مرتبطة ببرنامج الأسلحة النووية الإيراني، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومنظمة الابتكار والبحوث الدفاعية.
كما شملت الضربات مستودعات وقود وأهدافاً عسكرية أخرى في العاصمة الإيرانية. وأكد الجيش الإسرائيلي أن هذه العمليات تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية والنووية لإيران.
الوضع الإنساني والمخاوف الدولية
أدت الضربات المتبادلة إلى خسائر كبيرة في الجانبين، حيث شهدت تل أبيب دماراً واسعاً في البنية التحتية، بما في ذلك انهيار مبانٍ وتضرر مركبات، مما زاد من حالة الذعر بين السكان. في طهران، أفادت تقارير بأضرار جسيمة في مواقع عسكرية واستراتيجية، مع مخاوف من تأثير الغارات على المدنيين.
على الصعيد الدولي، أعربت العديد من الدول والمنظمات عن قلقها من التصعيد الخطير، محذرة من احتمال تحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة. ودعت الأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية والعربية إلى ضبط النفس واستئناف المفاوضات لتجنب المزيد من الخسائر البشرية والدمار.
خلفية الصراع
يأتي هذا التصعيد في أعقاب سلسلة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، حيث استهدفت إسرائيل منشآت نووية وعسكرية إيرانية في وقت سابق، فيما ردت إيران بهجمات صاروخية استهدفت مدناً إسرائيلية.
يُعتبر هذا الصراع امتداداً للتوترات المستمرة بين البلدين، والتي تصاعدت في السنوات الأخيرة بسبب الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني ودعم إيران لجماعات مسلحة في المنطقة.
الوضع الحالي
مع استمرار تبادل الضربات، يبقى الوضع متأزماً مع احتمالية المزيد من التصعيد. الخسائر البشرية والمادية في كلا الجانبين تتفاقم، وسط دعوات متزايدة للتدخل الدولي لوقف النزاع.
وفي ظل الدمار الكبير الذي شهدته تل أبيب وطهران، يترقب العالم التطورات المقبلة وسط مخاوف من تداعيات كارثية.