إسرائيل تضغط على أمريكا لضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية

في اليوم الثالث من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، كثّفت إسرائيل من ضغوطها على الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين للانضمام إلى عملية عسكرية تستهدف القضاء على البرنامج النووي الإيراني، مع التركيز بشكل خاص على تدمير منشأة فوردو النووية.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن تل أبيب ترى أن فشل تدمير هذه المنشأة، المحصنة تحت جبل في مدينة قم، سيُعد إخفاقًا استراتيجيًا في تحقيق هدفها بإنهاء البرنامج النووي الإيراني.
منشأة فوردو، المصممة لتخصيب اليورانيوم ومبنية في أعماق الأرض، تُعتبر هدفًا صعبًا بسبب تحصيناتها القوية. إسرائيل، التي تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الثقيلة اللازمة لتدمير الموقع، تسعى لإشراك الولايات المتحدة التي تمتلك هذه القدرات.
وقد أشار السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، إلى أن نجاح العملية الإسرائيلية يعتمد بشكل حاسم على تدمير فوردو، مؤكدًا أن هذا الهدف يجب أن يكون محور العمليات.
من جانبها، حافظت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقف متردد حتى الآن، إذ أعربت عن عدم رغبتها في الانخراط المباشر في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
ومع ذلك، كشف مسؤول إسرائيلي أن ترامب ألمح خلال محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى العملية إذا اقتضت الضرورة. وأضاف المسؤول أن الإدارة الأمريكية تدرس حاليًا الطلب الإسرائيلي، لكن أي تدخل أمريكي، حتى لو اقتصر على ضربة واحدة، قد يجر واشنطن إلى صراع مباشر مع إيران.
في الوقت نفسه، حذرت إدارة ترامب إيران من استهداف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، مما يعكس رغبتها في تجنب التصعيد الإقليمي الشامل بينما تواصل المفاوضات الدبلوماسية.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد طرحوا فكرة التعاون مع الولايات المتحدة لضرب فوردو منذ بدء العمليات العسكرية يوم الجمعة، مشيرين إلى أن واشنطن تمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
تأتي هذه التطورات وسط توقعات إسرائيلية بأن المواجهة قد تستمر لأيام إضافية، مما يزيد من التوتر في المنطقة. ويبقى مصير منشأة فوردو محورًا رئيسيًا في الصراع، حيث يُنظر إليها كرمز للقدرات النووية الإيرانية وتحدٍ للجهود الإسرائيلية لتقويض هذا البرنامج.