تقاريرمقالات

ما هي القوانين الدولية التي انتهكتها إسرائيل في هجومها على إيران؟

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، نفّذت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025  هجمات جوية مركزة استهدفت مواقع حساسة في إيران، من بينها منشآت نووية وعسكرية، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء، بينهم علماء نوويون بارزون.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف العملية بأنها “ضربة إلى قلب البرنامج النووي الإيراني”، في حين ردّت إيران بإدانة شديدة للهجوم، واعتبرته جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

 تفاصيل الهجوم الإسرائيلي

شُنّ الهجوم بواسطة أكثر من 100 طائرة حربية إسرائيلية، من بينها مقاتلات شبح متطورة من طراز F-35.

استُهدفت منشأة نطنز النووية وعدة مواقع عسكرية في محيط العاصمة طهران.

تم اختراق الأجواء العراقية والسورية لتنفيذ الضربات، في تحدٍ مباشر لسيادة الدول الإقليمية.

إيران أرسلت رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وصفت فيها الهجوم بأنه “جريمة حرب” وعدوان على السيادة الوطنية”.

 الشهداء والخسائر البشرية

سقط في الهجوم ما لا يقل عن 6 علماء نوويين، أبرزهم:

فريدون عباسي (الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية)

محمدمهدي طهرانچي (رئيس جامعة آزاد الإسلامية)

أفادت تقارير إعلامية بسقوط ضحايا مدنيين أيضًا في مناطق سكنية مجاورة للمواقع المستهدفة، إلا أن الحصيلة الرسمية لم تُعلن بعد.

خلفية حول استهداف العلماء النوويين

إسرائيل تُتهم منذ سنوات بإدارة حملة ممنهجة لاستهداف العقول العلمية الإيرانية:

ما بين عامي 2009 و2011: اغتيال عدد من العلماء، منهم مجيد شهرياري، مصطفى أحمدي روشن، ومسعود علي محمدي.

في نوفمبر 2020: اغتيال محسن فخري‌زاده، أبرز العلماء في مجال تطوير البرنامج النووي.

 ⚖️ انتهاكات القانون الدولي

 1. وكالة الطاقة الذرية الدولية

منشأة نطنز تخضع لرقابة الوكالة منذ عام 2003، وتُستخدم لأغراض نووية سلمية.

مدير الوكالة رافائيل غروسي وصف الهجوم بأنه “تهديد صارخ للسلامة النووية العالمية”.

إيران حذّرت من “كارثة إشعاعية محتملة” نتيجة استهداف منشآت حساسة.

 2. ميثاق الأمم المتحدة

الهجوم يُعد انتهاكًا صريحًا للمادة (2) الفقرة (4) من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر استخدام القوة ضد الدول ذات السيادة.

مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، وصف الهجوم بأنه “عدوان سافر”، وطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.

 3. اتفاقيات جنيف

اغتيال العلماء النوويين بصفتهم مدنيين يمثل خرقًا لاتفاقيات جنيف لعام 1949.

استهداف منشآت يمكن أن تُعرّض المدنيين للخطر يُعتبر جريمة حرب وفقًا للبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977.

 سوابق إسرائيلية في استهداف البرنامج النووي الإيراني

2020: انفجار غامض في منشأة نطنز.

2010: هجوم إلكتروني باستخدام فيروس “ستوكس‌نت”، بالتعاون مع الولايات المتحدة.

الهجوم الأخير يعيد تأكيد نمط العمل السري الإسرائيلي لتقويض قدرات إيران النووية.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

سلطنة عمان: أدانت الهجوم ووصفته بأنه “تصعيد خطير يقوّض جهود التهدئة”.

السعودية وروسيا: اعتبرتاه “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، وأعربتا عن تضامنهما مع الشعب الإيراني.

دول عربية وشرق أوسطية أخرى عبرت عن مواقف مؤيدة لإيران، ما يشير إلى تنامي العزلة السياسية لإسرائيل.

صحيفة «واشنطن بوست» أشارت إلى احتمال ملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية (ICC)، رغم أنها ليست عضوًا فيها.

في ظل استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، فإن المحاسبة القانونية تظل تحديًا.

محللون يرون أن الهجوم قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بتعزيز الدعم الدولي لإيران وتسريع تطور برنامجها النووي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى