إيران وإسرائيل تتبادلان الضربات الجوية في تصعيد غير مسبوق.. صواريخ طهران تستهدف «البنتاغون الإسرائيلي»

في الساعات الأولى من يوم السبت، 14 يونيو 2025، شهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين إيران وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان هجمات جوية مكثفة.14 يونيو 2025.
جاء ذلك بعد أن شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية وصفت بالأكبر على الإطلاق ضد أهداف إيرانية، بهدف عرقلة برنامج طهران النووي.
وفي رد فعل سريع، أطلقت إيران هجومًا صاروخيًا ضخمًا استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك مقر عسكري رئيسي يُعرف باسم “كريات”، والذي يُشبّه بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
تفاصيل الهجوم الإيراني
وفقًا لتقارير إعلامية، أطلقت إيران حوالي 150 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل خلال الليل، مستهدفةً منشآت عسكرية ومناطق استراتيجية.
وكان من بين الأهداف الرئيسية المقر العسكري في كريات شمونة، الذي أصيب بضربات مباشرة تسببت في أضرار جسيمة.
وأفاد مراسل قناة “فوكس نيوز”، تري ينغست، من تل أبيب، أن الصواريخ الإيرانية أصابت المقر بدقة، مما أدى إلى تدمير جزء كبير منه، واصفًا إياه بـ”البنتاغون الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن فرق الإنقاذ كانت تبحث وسط الأنقاض عن أي علامات حياة أو جثث محتملة.
الأضرار والخسائر
أدت الضربات الإيرانية إلى دمار كبير في المنطقة المحيطة بمقر كريات، حيث أفادت التقارير بمحو مناطق بأكملها تقريبًا.
وأكدت مصادر إسرائيلية مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة العشرات، حيث ذكرت منظمة “نجمة داود الحمراء” أن 63 شخصًا أصيبوا، بينهم حالة حرجة وأخرى خطيرة، إلى جانب إصابات طفيفة.
كما أفادت تقارير بأن الصواريخ الباليستية الإيرانية كانت أكثر فتكًا مقارنة بالصواريخ التي تُطلق من غزة، مما جعلها تتسبب في أضرار هائلة.
ردود الفعل الإسرائيلية
على الرغم من تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة، مثل القبة الحديدية، ومقلاع داود، وحتس، وباتريوت، وثاد، بالإضافة إلى دعم أمريكي، إلا أن عدداً من الصواريخ الإيرانية تمكن من اختراق هذه الدفاعات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، محذرًا من احتمال وقوع هجمات إضافية.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الضربات على إيران كانت “استباقية” استنادًا إلى معلومات استخباراتية تفيد بأن طهران جمعت كميات من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج 15 سلاحًا نوويًا.
رد المرشد الإيراني واليمن
أدلى المرشد الأعلى الإيراني بتصريحات شديدة اللهجة، مؤكدًا أن الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية “حتمي” وستكون هناك استجابة قوية للدفاع عن سيادة إيران.
وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية وقواعد عسكرية وقتل قادة في الحرس الثوري يمثل “إعلان حرب”.
من جانبها، أطلقت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل، مستهدفة مناطق في جنوب البلاد، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال فلسطينيين بشظايا صاروخ في النقب.
الوضع الميداني
شهدت سماء إسرائيل انفجارات قوية وومضات نارية مع دوي صفارات الإنذار في مناطق متعددة، بما في ذلك تل أبيب وكريات شمونة.
واضطر الصحفيون وفرق الإعلام إلى الاحتماء في مبانٍ سكنية بسبب شدة الانفجارات التي هزت المنطقة.
وفي إيران، سُمع دوي انفجارات في طهران وأصفهان، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية منشآت نووية مثل نطنز ومواقع عسكرية، مما أسفر عن مقتل العشرات، بما في ذلك قادة بارزون في الحرس الثوري.
تحليل الوضع
يُعتبر هذا التصعيد الأكبر بين إيران وإسرائيل منذ بدء الصراع بينهما، حيث أطلقت إيران على هجومها اسم “الوعد الصادق 3″، في إشارة إلى استمرار استراتيجيتها في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.
وتشير التقارير إلى أن إيران استهدفت مواقع عسكرية رئيسية، بما في ذلك قواعد جوية، بهدف إضعاف القدرات العسكرية الإسرائيلية.
في المقابل، أكدت إسرائيل أن هجماتها على إيران تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي، وسط مخاوف دولية من تصاعد التوترات في المنطقة.
يُنذر هذا التصعيد بحرب أوسع بين الطرفين، حيث تظل إسرائيل في حالة تأهب قصوى تحسبًا لمزيد من الهجمات الإيرانية، بينما توعدت إيران برد أقوى.
كما أن مشاركة جماعات موالية لإيران، مثل الحوثيين، تضيف تعقيدًا إضافيًا للصراع. ومع استمرار تبادل الضربات، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وسط دعوات دولية لضبط النفس وتجنب حرب شاملة.