الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى ضبط النفس من الجانبين

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع على إيران، الذي وقع فجر الجمعة، 13 يونيو 2025، واستهدف مواقع عسكرية ونووية ومباني سكنية في العاصمة طهران ومدن أخرى مثل أصفهان، كرمانشاه، وأراك.
وحث غوتيريش الطرفين، إسرائيل وإيران، على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب تصعيد الصراع الذي قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة.
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي
استهدفت الغارات الإسرائيلية، التي أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، عدة مواقع استراتيجية، منها:
– قواعد عسكرية: تضمنت ست قواعد عسكرية على الأقل حول طهران، بما في ذلك موقع بارشيت العسكري ومواقع تابعة لوزارة الدفاع والحرس الثوري.
– منشآت نووية: تقارير إعلامية أشارت إلى استهداف منشأة نطنز النووية في أصفهان، مع تأكيدات إسرائيلية بضرب عناصر أساسية في البرنامج النووي الإيراني.
– مبانٍ سكنية: تعرض حي “شهرك شهيد محلاتي”، الذي يضم منازل كبار القادة العسكريين، لهجوم أدى إلى تدمير ثلاثة مبانٍ سكنية، إضافة إلى استهداف منازل أخرى في مجمعات شديدة الحراسة.
أسفرت الهجمات عن خسائر بشرية كبيرة، حيث أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بمقتل قادة عسكريين بارزين، من بينهم اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، واللواء غلام علي رشيد، نائب قائد القوات المسلحة، وابنه.
كما قُتل عالمان نوويان بارزان، هما محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، إلى جانب أكثر من عشرة علماء نوويين آخرين، وصفهم مصدر إسرائيلي بـ”مراكز معرفة” في البرنامج النووي الإيراني. وأدى الهجوم على معسكر “بعثت 24” في بروجرد إلى استشهاد شخص وإصابة أربعة آخرين.
ردود الفعل الإيرانية
توعدت إيران برد قوي على الهجوم، حيث أكدت السلطات الإيرانية أنها تحتفظ بحق الرد الحتمي على هذا “العدوان”. وأبرزت تصريحات رسمية وشعبية الغضب الإيراني:
– المرشد الأعلى علي خامنئي: وعد إسرائيل بـ”عقاب قاسٍ”، معتبراً أن الولايات المتحدة شريكة في العدوان رغم نفيها الرسمي.
– الحكومة الإيرانية: أعلنت أن “نهاية هذا الفصل ستكتبها إيران”، مشيرة إلى عزمها على الرد بقوة.
– علي لاريجاني: شدد على أن إسرائيل “ستدفع ثمن شرورها” التي ارتكبتها خلال العام.
– الجيش الإيراني: أكد أن “لا قيود” على الرد على “جريمة إسرائيل”، مما يشير إلى استعداد عسكري للتصعيد.
وأفادت تقارير إعلامية بتحرك طائرات مسيرة إيرانية باتجاه الأراضي المحتلة، حيث وصلت بعضها إلى الأجواء السورية، مما يعزز التكهنات بقرب الرد العسكري الإيراني. كما طالبت إيران بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الهجوم وتداعياته.
الرواية الإسرائيلية
بررت إسرائيل الهجوم بأنه “وقائي”، مدعية أنه رد على “العدوان المستمر” من إيران، بما في ذلك تطور برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية بعيدة المدى. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية استهدفت “قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني”، واصفاً إياها بـ”لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل”.
وأعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس حالة الطوارئ، مع إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي تحسباً لهجمات انتقامية محتملة بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن الضربات استهدفت أكثر من 300 هدف، وشملت اغتيالات دقيقة لقادة عسكريين وعلماء نوويين، بهدف إضعاف القدرات العسكرية والنووية الإيرانية.
وأشارت تقارير إلى أن إسرائيل استغلت معلومات استخباراتية دقيقة عن نقل إيران لأجهزة طرد مركزي متطورة إلى مواقع تحت الأرض، مما دفعها إلى تنفيذ الضربة المباغتة.
التداعيات والوضع الإقليمي
أثارت الهجمات مخاوف دولية من تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة مع اقتراب موعد مفاوضات نووية بين إيران والولايات المتحدة في مسقط.
ونفت واشنطن أي مشاركة مباشرة في الهجوم، لكنها أكدت أن إسرائيل أبلغتها مسبقاً بأنها تتحرك “دفاعياً”. وأشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن أي استهداف للقوات أو المصالح الأمريكية سيواجه برد قوي.
لم تسجل أضرار في المنشآت النفطية الإيرانية، وأكدت السلطات استمرار توزيع الوقود بشكل طبيعي. ومع ذلك، كشفت الضربات عن ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية، مما أثار تساؤلات حول فعالية استثمارات طهران العسكرية.
توقعات المستقبل
يتوقع المراقبون أن يشمل الرد الإيراني هجمات عبر وكلاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والميليشيات في العراق وسوريا، مع احتمال تصعيد مباشر إذا قررت طهران استخدام قدراتها الصاروخية أو المسيّرات.
ويبقى المشهد الإقليمي مشحوناً، حيث قد تعيد هذه التطورات تشكيل معادلات القوة في الشرق الأوسط، وسط دعوات دولية لخفض التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.