أخبار مصرمنوعات

وفاة تاجر المجوهرات أحمد المسلماني برشيد إثر اعتداء عنيف

في حادثة مأساوية هزت مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، توفي تاجر المجوهرات أحمد المسلماني متأثرًا بإصاباته البالغة التي تعرض لها جراء اعتداء وحشي في صباح الأربعاء 5 يونيو 2025.

الحادثة، التي وقعت في شارع السوق بالمدينة، لا تزال قيد التحقيق من قبل النيابة العامة للكشف عن ملابساتها الكاملة وتحديد المسؤوليات.

 تفاصيل الحادث

في ساعات الصباح الأولى من يوم الواقعة، تعرض أحمد المسلماني لاعتداء عنيف أثناء تواجده في شارع السوق برشيد. ووفقًا للتحقيقات، بدأت الأحداث عندما نزل المسلماني من سيارته وبدأ في تبادل الشتائم مع المتهم الرئيسي، المعروف باسم “فارس”، الذي كان يعمل سابقًا مع المسلماني واكتشف الأخير أنه سرق مجوهرات من محله، مما أدى إلى تقديم بلاغ ضده وصدور حكم قضائي. تصاعد الخلاف بين الطرفين إلى مشادة بالأيدي، تطورت إلى اعتداء جسدي.

أصيب المسلماني خلال الواقعة بجروح خطيرة، تشمل كدمات، جرحًا طعنيًا، وقطعًا غائرًا في يده. كما أصيب صديقه أحمد الديباني، الذي كان برفقته، بإصابات أقل خطورة.

تم نقل المسلماني إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن حالته تدهورت تدريجيًا، وأعلن عن وفاته في 11 يونيو 2025 بعد أيام من المعاناة، حيث توقف قلبه مرتين خلال محاولات إنقاذه.

 دوافع الاعتداء

كشفت التحقيقات الأولية عن وجود خلافات سابقة بين المسلماني والمتهم “فارس”، الذي كان يعمل في أحد فروع متاجر المسلماني.

اكتشف المسلماني أن “فارس” سرق مجوهرات من المحل، فقام بتقديم بلاغ ضده، مما أدى إلى صدور حكم قضائي.

يُعتقد أن هذا الخلاف كوّن دافعًا للاعتداء، حيث سعى المتهم للانتقام من المسلماني بعد أن أصبح هاربًا من العدالة.

وأشار والد المسلماني في التحقيقات إلى أن المتهم كان يعمل مع ابنه وسرق ذهبًا من المحل، مما أشعل الخلاف بينهما.

 أقوال المتهمين والتناقضات

أنكر المتهم الثاني، “سيف الدين.أ” (19 عامًا)، أمام النيابة أي تورط مباشر في الاعتداء، مؤكدًا أنه لم يكن يحمل سلاحًا أبيض ولم يشارك في الشروع في قتل المسلماني أو صديقه الديباني.

وادعى أنه كان في طريقه للقاء “فارس” في شارع السوق عندما وقعت المشاجرة. ووفقًا لأقواله، حاول فض الاشتباك بين الطرفين، لكنه لاحظ إصابة المسلماني في يده اليسرى بدماء غزيرة دون أن يعرف طبيعة الجسم المستخدم في الاعتداء. وأشار إلى أن المسلماني وصديقه غادرا المكان بالسيارة، بينما فر هو و”فارس” من مكان الحادث.

لكن أقوال المتهم “سيف الدين” تضمنت تناقضات مع شهادات شهود العيان وتسجيلات كاميرات المراقبة التي رصدت الواقعة.

فقد أكدت النيابة وجود تسجيلات مرئية تُظهر تفاصيل الاعتداء، وأشارت تقارير طبية إلى إصابات بالغة تعرض لها المسلماني، مما يناقض ادعاء المتهم بأنه لم يشارك في الاعتداء.

كما أن شهادات الشهود وتصريحات صديق المسلماني، أحمد الديباني، أكدت أن الاعتداء كان “غدرًا”، وأن المسلماني كان شخصًا محبوبًا ولا يثير المشاكل، مما يعزز فرضية الانتقام كدافع رئيسي.

  الإجراءات القانونية

تتولى النيابة العامة التحقيق في القضية، حيث تم التحفظ على جثمان المسلماني بمشرحة المستشفى بانتظار تقرير الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة.

كما تحتجز النيابة المتهم “سيف الدين” وتواصل البحث عن المتهم الرئيسي “فارس”، الذي لا يزال هاربًا. وتواجه التهم الموجهة للمتهمين اتهامات بالشروع في القتل وحيازة سلاح أبيض، وقد تتطور إلى تهمة القتل العمد إذا أثبتت التحقيقات أن الاعتداء تسبب مباشرة في الوفاة.

في القانون المصري، يعاقب على القتل العمد بالإعدام أو السجن المؤبد وفقًا للمادة 230 من قانون العقوبات، خاصة إذا ثبتت نية القتل أو إذا أدى الاعتداء إلى الوفاة نتيجة إصابات بالغة.

كما يمكن أن تشمل العقوبات السجن المشدد في حال ثبوت الشروع في القتل دون نية مباشرة. وتستمر النيابة في جمع الأدلة، بما في ذلك فحص تسجيلات الكاميرات وسماع شهادات الشهود، لتحديد مدى مسؤولية كل متهم.

 أبرز حوادث الوفاة المبلغ عنها مؤخرًا

تشهد محافظة البحيرة حوادث متكررة تثير الجدل، منها:

– مصرع 5 عمال في بدر: لقي 5 أشخاص مصرعهم اختناقًا أثناء محاولة تسليك بيارة صرف صحي في مجزر بمركز بدر، مع إصابة 5 آخرين.

– حادث إدكو المأساوي: شيع أهالي إدكو جثامين 4 أشقاء ونجل أحدهم في حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى “جامبو” عام 2023، بسبب سوء حالة الطريق.

– قتل مسن في الدلنجات: حُبس عاطل 4 أيام لاتهامه بالشروع في قتل مسن بمنزله عام 2024، بقصد السرقة، مع إصابات خطيرة شملت بتر الذراعين.

– قتل داخل مسجد: أحيلت أوراق 8 متهمين إلى المفتي في أبريل 2025 بتهمة قتل شخص أثناء دخوله مسجد للصلاة في البحيرة.

مطالب الأسرة والمجتمع

طالبت أسرة المسلماني والمجتمع المحلي في رشيد بسرعة التحقيقات والقصاص من المتهمين، مؤكدين أن المسلماني كان شخصية محبوبة ومعروفة بأخلاقها العالية.

كما أعرب صديقه أحمد الديباني عن صدمته من الحادث، مشيرًا إلى أنه نجا بأعجوبة وأن المسلماني تعرض لاعتداء غادر.

تظل القضية تحت متابعة الرأي العام، مع ترقب لنتائج التحقيقات وتقرير الطب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة ومسؤولية المتهمين، في ظل دعوات لتعزيز الأمن وتشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى