تصاعد التوتر في المثلث الحدودي: الجيش السوداني ينسحب وقوات الدعم السريع تعلن السيطرة

شهدت منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا تطورات عسكرية متسارعة، حيث أعلن الجيش السوداني انسحابه من المنطقة، فيما أكدت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها، مما يعكس تصاعد الصراع المستمر في السودان.
انسحاب الجيش السوداني
في بيان مقتضب صدر يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، أعلن الجيش السوداني إخلاء قواته من منطقة المثلث الحدودي، واصفًا هذا التحرك بأنه جزء من “ترتيبات دفاعية” لمواجهة ما أسماه “العدوان”.
ولم يوضح البيان تفاصيل إضافية حول أسباب الإخلاء أو الخطط المستقبلية للجيش في المنطقة.
سيطرة قوات الدعم السريع
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المثلث الحدودي، واعتبرت هذا التقدم “تحولًا استراتيجيًا” يعزز من قدرتها على حماية الحدود السودانية.
وأشارت إلى أن انفتاحها على محور الصحراء الشمالي يمثل خطوة مهمة لتأمين المنطقة وتعزيز نفوذها في هذا الجزء الحيوي من البلاد.
اتهامات متبادلة
سبق أن اتهم الجيش السوداني، يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، قوات الدعم السريع بالهجوم على نقاطه الحدودية في المثلث، مدعومة بقوات تابعة لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر.
ووصف الجيش هذا الهجوم بأنه “تعدٍ سافر” على سيادة السودان، مؤكدًا عزمه على التصدي له بكل قوة. وفي رد سريع، نفت القيادة العامة للجيش الليبي هذه الاتهامات، واصفة إياها بأنها “مزاعم باطلة” تهدف إلى إثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية في السودان.
وأكد الجيش الليبي التزامه بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، داعيًا الجيش السوداني إلى عدم توريطه في الصراع الدائر.
هذه التصريحات تعكس حساسية الوضع في المنطقة، حيث يتقاطع الصراع السوداني مع ديناميكيات إقليمية معقدة.
خلفية الصراع
يأتي هذا التصعيد في إطار الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. فقد تسبب النزاع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، بين نازحين داخليًا ولاجئين خارج البلاد.
كما دفعت الأزمة أجزاء واسعة من السودان إلى حافة المجاعة، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم وقف القتال.
تداعيات إقليمية
تُعد منطقة المثلث الحدودي ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي الذي يربط بين السودان ومصر وليبيا، مما يجعل السيطرة عليها هدفًا حساسًا للأطراف المتحاربة.
ويثير هذا التطور مخاوف من تصعيد إقليمي، خاصة مع الاتهامات التي وجهها الجيش السوداني لقوات حفتر، والتي قد تعقد العلاقات بين الدول المجاورة.
تظل الأوضاع في السودان على حافة الانهيار، مع استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتتطلب الأزمة تدخلاً دوليًا عاجلاً لوقف التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية لتجنب تفاقم الكارثة.