أخبار دولية

الولايات المتحدة تتوقع ردًا إيرانيًا على مصالحها في العراق بعد هجوم إسرائيلي محتمل

في تطورات جديدة تشير إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، أفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن الولايات المتحدة تتوقع ردًا إيرانيًا على مصالحها في العراق في حال نفذت إسرائيل هجومًا عسكريًا ضد إيران.

تأتي هذه التوقعات في ظل استعدادات إسرائيلية مكثفة لعملية عسكرية محتملة، مما دفع واشنطن إلى رفع حالة التأهب القصوى واتخاذ إجراءات أمنية استباقية.

 تفاصيل التوقعات الأمريكية

نقلت شبكة CBS News عن مصادر متعددة أن الولايات المتحدة تتوقع أن تستهدف إيران مواقع أمريكية في العراق إذا ما نفذت إسرائيل هجومًا على الأراضي الإيرانية.

ويُعتبر هذا التوقع أحد الأسباب الرئيسية وراء قرار واشنطن بنصيحة بعض مواطنيها بمغادرة المنطقة يوم الأربعاء 11 يونيو 2025.

وأمرت وزارة الخارجية الأمريكية المسؤولين الحكوميين غير الأساسيين بمغادرة العراق بسبب “تصاعد التوترات الإقليمية”.

كما أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن السفارات والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط دخلت حالة طوارئ، مع استعدادات لإخلاء جزئي للسفارة الأمريكية في بغداد.

وسمحت الولايات المتحدة لأسر العسكريين بمغادرة مواقع في البحرين والكويت بشكل مؤقت، بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة.

 تصريحات الرئيس ترامب ووزير الدفاع

علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حضوره عرضًا في مركز كينيدي بواشنطن، قائلًا إن إدارته تنقل موظفين أمريكيين من الشرق الأوسط لأن المنطقة “قد تكون مكانًا خطيرًا” في ظل التوترات مع إيران. وأكد ترامب موقفه الثابت بأن إيران “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أنه أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأمريكيين من مواقع متعددة في الشرق الأوسط، وذلك كإجراء احترازي لتقليل المخاطر في ظل الوضع الراهن.

 المحادثات النووية

على الرغم من التوترات، أكد مسؤولان أمريكيان أن مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يخطط للقاء نظرائه الإيرانيين في جولة سادسة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني خلال الأيام المقبلة.

ومع ذلك، تشير تقارير إلى أن إيران ترفض مقترحًا أمريكيًا يطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مما يزيد من التعقيدات في المفاوضات.

 وثائق نووية إسرائيلية

في سياق متصل، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن طهران حصلت على وثائق حساسة تتعلق بالمنشآت النووية الإسرائيلية، مهددة باستهدافها ردًا على أي هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية.

واعتبرت إيران أن هذه الوثائق جزء من “كنز استخباراتي”، مما يُعد جزءًا من عملية معلوماتية تهدف إلى ردع الولايات المتحدة وإسرائيل عن شن ضربات عسكرية أو فرض عقوبات مشددة.

 التحذيرات الإيرانية

سبق أن حذرت إيران دول المنطقة، بما في ذلك العراق والكويت والإمارات وقطر وتركيا والبحرين، من أن أي دعم لضربة أمريكية أو إسرائيلية ضد إيران، بما في ذلك السماح باستخدام مجالها الجوي أو أراضيها، سيُعتبر “عملًا عدائيًا” وسيواجه عواقب وخيمة.

 سياق التوترات

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بعد تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران في أبريل وأكتوبر 2024، إلى جانب التقدم الإيراني في برنامجها النووي.

فقد حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تقوم بتسريع تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة نووية (60% نقاوة)، مما يثير قلق الغرب.

كما أن إيران تحتفظ بترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، التي يمكن أن تُستخدم لضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك العراق. وقد سبق لإيران أن استهدفت قواعد أمريكية في العراق عام 2020 ردًا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

 الوضع في العراق

تشير تقارير إلى أن إيران وجهت ميليشياتها المدعومة في العراق، مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء، للاستعداد للدفاع عن مصالحها في حال فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وقد أُرسل فريق إيراني صغير لضمان تنفيذ هذه التعليمات، مما يظهر مستوى التنسيق بين طهران ووكلائها.

ومع ذلك، يضغط رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والحكومة العراقية على هذه الميليشيات لتجنب أي استفزازات ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل، خوفًا من أن تؤدي مثل هذه الأعمال إلى هجمات أمريكية أو إسرائيلية على الأراضي العراقية.

 تحليل الموقف

تُظهر الإجراءات الأمريكية، مثل إجلاء أسر العسكريين وتقليص الوجود الدبلوماسي في العراق، قلقًا متزايدًا من احتمال التصعيد.

ويبدو أن واشنطن تحاول تحقيق توازن بين دعم إسرائيل والحفاظ على قنوات دبلوماسية مفتوحة مع إيران لتجنب حرب إقليمية شاملة.

من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى استغلال المفاوضات النووية لتأخير أي ضربات عسكرية محتملة أو فرض عقوبات دولية مشددة (“snapback sanctions”). ومع ذلك، فإن تهديداتها باستهداف مصالح أمريكية وإسرائيلية تشير إلى استعدادها للرد بقوة في حال وقوع هجوم.

تشهد المنطقة مرحلة حرجة مع استعداد إسرائيل لهجوم محتمل ضد إيران، وتوقعات برد إيراني قد يستهدف المصالح الأمريكية في العراق. الإجراءات الأمريكية الاحترازية، بما في ذلك إجلاء الأفراد ورفع حالة التأهب، تعكس خطورة الوضع.

في الوقت نفسه، تستمر المحاولات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، لكن فشل المفاوضات النووية قد يؤدي إلى تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى