اكتشاف جزيء جديد يمنع موت الخلايا ويمهد الطريق لعلاج مرض باركنسون

كشفت دراسة علمية مبتكرة عن اكتشاف جزيء يمكنه منع موت الخلايا، مما يوفر أملًا جديدًا في تطوير علاجات لإبطاء تطور الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض باركنسون.
الدراسة، التي أجراها باحثون في معهد والتر وإليزا هول للأبحاث الطبية (WEHI) في ملبورن، أستراليا، ونُشرت في دورية “Science Advances”، استهدفت بروتينات عائلة لمفوما الخلايا البائية 2 (BCL-2)، التي تتحكم في عملية “موت الخلايا المبرمج”، وهي آلية طبيعية تنظم بقاء الخلايا أو موتها.
تتضمن هذه العملية تفاعلات معقدة بين بروتينات BCL-2، حيث تعمل بعضها على تعزيز بقاء الخلايا، بينما تُحفز أخرى موتها. ومن بين هذه البروتينات، يبرز بروتين BAX، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تدمير الميتوكوندريا، وهي مراكز إنتاج الطاقة في الخلية، مما يؤدي إلى موت الخلايا.
إذا أُوقفت وظيفة BAX، يمكن تقليل موت الخلايا، وهو ما قد يساعد في الحد من تدهور الخلايا العصبية في أمراض مثل باركنسون.
استخدم الباحثون تقنيات فحص متقدمة في المركز الوطني لاكتشاف الأدوية التابع لمعهد WEHI، حيث قاموا بتحليل 106,572 مركبًا لتحديد جزيء واحد يستهدف بروتين BAX ويمنعه من العمل.
أطلق الباحثون على هذا الجزيء اسم WEHI-3773، وهو جزيء صغير يتميز بوزنه الجزيئي المنخفض وقدرته على اختراق أغشية الخلايا والتفاعل مع البروتينات داخلها.
وقد أظهر الجزيء قدرة فعالة على تثبيط BAX، مما يمنع تدمير الميتوكوندريا ويحافظ على حياة الخلايا العصبية.
أوضح البروفيسور غرانت ديوسون، رئيس مركز أبحاث مرض باركنسون في WEHI وأحد قادة الدراسة، أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة ثورية، حيث لا تتوفر حاليًا علاجات قادرة على منع موت الخلايا العصبية لإبطاء تطور مرض باركنسون.
وأضاف أن تطوير أدوية تستند إلى هذا الجزيء قد يغير قواعد اللعبة في علاج هذا المرض. من جانبه، أكد البروفيسور غيوم ليسين، رئيس قسم الطب الجديد والتشخيص في المعهد، أن إيقاف BAX في الخلايا العصبية قد يكون كافيًا للحد من موت الخلايا، حتى لو لم يتم استهداف بروتينات أخرى مثل BAK.
بدوره، شدد كايمينغ لي، الباحث الرئيسي في الدراسة، على أهمية هذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن WEHI-3773 هو أول جزيء ينجح في إبعاد BAX عن الميتوكوندريا، مما يحافظ على حيوية الخلايا.
وأعرب عن تفاؤله بأن هذا الاكتشاف سيفتح الباب أمام تطوير جيل جديد من الأدوية التي تستهدف موت الخلايا لمكافحة الأمراض التنكسية، بما في ذلك مرض باركنسون وأمراض المناعة الذاتية.
يُعد هذا الاكتشاف خطوة واعدة نحو تطوير علاجات مبتكرة قد تحد من تدهور الحالة الصحية لمرضى باركنسون، مما يوفر أملًا جديدًا لملايين الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض العصبي التنكسي حول العالم.