أخبار دولية

حاكم كاليفورنيا يطالب ترامب بإلغاء نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس

طالب حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا بإلغاء أمر نشر 2000 جندي من الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس، وذلك ردًا على احتجاجات مستمرة ضد عمليات المداهمات التي تستهدف المهاجرين غير النظاميين.

بدأت قوات الحرس الوطني بالوصول إلى المدينة يوم الأحد، 8 يونيو، بعد أن وقّع ترامب مذكرة رئاسية يوم السبت لنشر القوات، واصفًا الوضع بأنه “فوضى سُمح لها بالتفاقم”.

وأثار قرار ترامب جدلًا واسعًا، حيث يُعتبر أول قرار منذ 60 عامًا يتيح للرئيس نشر الحرس الوطني التابع لولاية دون موافقة حاكمها، وهي خطوة لم تحدث منذ عام 1965، عندما استخدم الرئيس ليندون جونسون القوات لحماية المتظاهرين خلال حركة الحقوق المدنية في ألاباما.

وانتقد نيوسوم هذا القرار ووصفه بأنه “تحريضي واستعراضي”، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى تصعيد التوترات بدلاً من حل الأزمة.

في منشور على منصة إكس، كتب نيوسوم: “الحكومة الفيدرالية تسيطر على الحرس الوطني في كاليفورنيا وتنشر 2000 جندي في لوس أنجلوس، ليس بسبب نقص في قوات إنفاذ القانون، بل لأنهم يريدون استعراضًا. لا تعطوهم ذلك. لا تستخدموا العنف، عبّروا عن رأيكم بسلام”.

وأكد نيوسوم أن السلطات المحلية والولائية قادرة على التعامل مع الوضع دون تدخل فيدرالي، مشددًا على أن نشر الحرس الوطني قد يؤدي إلى تصعيد خطير.

وفي رسالة وجهها إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث يوم الأحد، طالب نيوسوم بإعادة السيطرة على قوات الحرس الوطني إلى الولاية، مشيرًا إلى أن القرار بنشرها دون تدريب أو أوامر مناسبة يهدد بتأجيج التوترات.

كما أعرب عن مخاوفه من أن الإدارة الفيدرالية تسعى لخلق أزمة لأغراض سياسية، متهمًا ترامب بمحاولة إثارة الفوضى لتبرير إجراءات قمعية إضافية.

بدأت الاحتجاجات في لوس أنجلوس يوم الجمعة، 6 يونيو، بعد مداهمات نفذتها إدارة الهجرة والجمارك أسفرت عن اعتقال 118 شخصًا، منهم 44 يوم الجمعة وحده، مما أثار غضبًا واسعًا خاصة في الأحياء ذات الأغلبية اللاتينية.

وتصاعدت التوترات مع استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين، بينما شوهد بعضهم يلوحون بأعلام المكسيك والفلسطين خلال الاشتباكات.

واتهمت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، إدارة الهجرة بـ”بث الرعب”، بينما حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من أن تصريحاتها تعرض العملاء الفيدراليين للخطر.

من جانبه، دافع ترامب عن قراره عبر منصة “تروث سوشيال”، متهمًا نيوسوم وباس بالعجز عن السيطرة على الاحتجاجات، واصفًا المتظاهرين بـ”العصابات العنيفة والمتمردة” التي تهاجم العملاء الفيدراليين.

كما أشار وزير الدفاع بيت هيغسيث إلى إمكانية نشر قوات المارينز من معسكر بندلتون إذا استمر العنف، مؤكدًا أن القوات في حالة تأهب قصوى.

في المقابل، نفى نيوسوم وجود حاجة غير ملباة لقوات إنفاذ القانون، مؤكدًا أن شرطة لوس أنجلوس على تنسيق وثيق مع السلطات المحلية.

وأثار القرار جدلًا قانونيًا حول سلطة الرئيس في استخدام الحرس الوطني دون موافقة حاكم الولاية، حيث استند ترامب إلى المادة العاشرة من قانون القوات المسلحة الأمريكية، التي تتيح التدخل الفيدرالي في حالات التمرد أو عجز السلطات المحلية، وهو ما رفضته السلطات المحلية في لوس أنجلوس.

وأشار السيناتور الديمقراطي آدم شيف إلى أن هذا الإجراء “غير مسبوق” ويهدف إلى تأجيج التوترات، بينما حذرت نيويورك تايمز من أن هذه الخطوة قد تكون الأولى منذ عام 1965 التي يتم فيها تفعيل مثل هذه السلطة.

تظل لوس أنجلوس، التي تضم نسبة كبيرة من السكان المولودين في الخارج، مركزًا حساسًا لقضايا الهجرة، مما يجعلها ساحة للصراع بين سياسات ترامب الصارمة ومعارضة الديمقراطيين المحليين.

ويستمر التوتر مع استمرار الاحتجاجات وتزايد الانقسام حول كيفية التعامل مع أزمة الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى